قال قصر الإليزيه في بيان صدر بعد ساعات على محادثة هاتفية بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والأميركي باراك أوباما إن «الرئيسين اتفقا على ضرورة عدم تسامح المجتمع الدولي مع استخدام أسلحة كيماوية، وضرورة تحميل النظام السوري المسؤولية وتوجيه رسالة قوية للتنديد باستخدامها». وأشارت الرئاسة الفرنسية في بيانها إلى أن الرئيسين «تحادثا بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في 21 آب (أغسطس) من جانب نظام بشار الأسد»، في اتهام واضح للنظام السوري بالوقوف وراء الهجوم الكيماوي في الغوطة الشرقية بريف دمشق الأسبوع الماضي. وأضاف الاليزيه أن فرنسا والولايات المتحدة، «الحليفتين المقربتين والصديقتين»، ستواصلان مشاوراتهما بشأن سورية «وكل المسائل الأخرى التي تهدد الأمن الدولي». وعقب المحادثة الهاتفية التي استمرت قرابة ثلاثة أرباع الساعة، خلص الرئيسان إلى أنهما «يتشاركان اليقين نفسه بشأن الطبيعة الكيماوية للهجوم والمسؤولية الأكيدة للنظام» السوري، وفق ما اعلنت أوساط الرئيس الفرنسي لوكالة «فرانس برس». وأضافت الأوساط أن هولاند الذي «ذكّر بتصميم فرنسا القوي على الرد وعدم ترك هذه الجرائم من دون عقاب، لمس التصميم نفسه من جانب أوباما». وكان الرئيسان الأميركي والفرنسي تباحثا هاتفياً الأحد الماضي بشأن «الردود» الممكن القيام بها على الهجوم الكيماوي الذي أودى بحياة 1429 شخصاً بينهم 426 طفلاً، بحسب معلومات استخباراتية أميركية. إلى ذلك، أظهرت نتائج استطلاع للرأي أمس أن معظم الفرنسيين لا يرغبون في مشاركة بلادهم في عمل عسكري ضد سورية وأن الغالبية لا تثق في قيام الرئيس فرنسوا هولاند بهذا العمل. وقال هولاند إن معارضة البرلمان البريطاني للضربة العسكرية لن تؤثر على تحرك فرنسا. وأظهر استطلاع «بي.في.إيه» الذي نشرته «لو باريزيان - اوجوردوي ان فرانس» أن 64 في المئة من المشاركين يعارضون العمل العسكري وأن 58 في المئة لا يثقون في قيام هولاند بذلك، في حين تخشى نسبة 25 في المئة أن يشعل مثل هذا الهجوم منطقة الشرق الأوسط بأسرها. ومن جانبه، طالب أمس زعيم حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية» اليميني جان فرنسوا كوبيه، الرئيس هولاند ب «انتظار تقرير مفتشي الأممالمتحدة» قبل اتخاذ قرار بالمشاركة في الضربة العسكرية المحتملة. وقال كوبيه في مقابلة مع صحيفة «سود اويست ديمانش»: «قبل اتخاذ أي قرار لا بد من انتظار تقرير مفتشي الأممالمتحدة» حول استخدام السلاح الكيماوي في سورية، مضيفاً «أن التجربة العراقية لا تزال حاضرة في الأذهان». كما اتهم كوبيه الرئيس الفرنسي ب «حرمان» المعارضة من «المعلومات الضرورية» حول هذه الأزمة.