لم يكن يعلم الشاب (عبدالله) البالغ من العمر آنذاك 17 عاماً، أن سفره عبر السيارة في عطلته السنوية، سيتحول إلى كابوس ، بعد أن أصبح مقعداً أسير الفراش. يعود عبدالله بالذاكرة إلى الوراء ويقول: «في الشهر السادس من عام 1406ه، تعرضت لحادثة مرورية عنيفة وأنا في طريق حرض، إذ حصل اصطدام مع سيارة أخرى، وبعد الحادثة لم أفق إلا وأنا في المستشفى»، موضحاً أن الأطباء شخصوا حاله بشلل رباعي، بسبب إصابة الحبل الشوكي على مستوى الفقرة العنقية السادسة». ويضيف بصوت يكسوه الحزن: «بعدها انقلبت حياتي رأساً على عقب، وانعدمت حركتي تماماً، فأصبحت منذ ذلك الوقت طريح الفراش وعاجز»، مشيراً إلى أن فرحته بالتخرج من الثانوية العامة لم تكتمل، «أصبحت والدتي هي المعول لي بعد وفاة والدي، فهي التي ترعاني وتتحمل مسؤوليتي، والآن أنا عاجز عن تقديم أي شيء لمساعدتها وهي كبيرة بالسن ومصابة بمرض السكر والضغط». عبدالله يعمل في شركة خاصة براتب 2500 ريال شهرياً، ويفكر في وضع والدته أحياناً أكثر من تفكيره في نفسه، لذا فهو لا يخفي أنه يتمنى سيارة معاقين برافعة. ويتابع: «الراتب لا يكفي، وأنا من فراشي أناشد خادم الحرمين الشريفين مساعدتي، في الحصول على سيارة معاقين برافعة». من جهتها، قالت والدته بصوت متحشرج باكي: «عبدالله لم ينعم بحياته مثل الشباب الباقين، نحن راضون بما قسم الله لنا، ونتمنى من الله أن يقيض لنا رجالاً محسنين صادقين في هذا الشهر الكريم لمساعدة إبني في شراء سيارة معاقين، ليعيش بقية حياته متنقلاً بيسر وسهولة». وتضيف: «عندما وقعت الحادثة لأبني كنت أجهز له حفلة تخرجه من الثانوية العامة، وبعد الحادثة ضاع الحلم، لم تكن الأيام الماضية عادية لنا، مررنا بظروف صعبة عانى فيها أبني قسوة الأيام، فأنا امرأة تحملت الكثير من المصاعب من أجل أبني، وأكثر ما يحزنني عليه عندما أشاهد دموعه تتساقط، بسبب إحساسه بالعجز لدرجة أنه لا يستطيع أن يقلب نفسه على الجهة الأخرى». ويؤكد عبدالله أنه في حالة مادية سيئة، تتطلب المساندة والوقوف معه من أهل الخير، «أرجو من الذين فتح الله عليهم مادياً أن يقفوا معي، ويفرجوا همي، فانا أحتاج لسيارة معاقين برافعة فقط».