كشفت رئيسة الجمعية السعودية لطب نقل الدم، خبيرة سلامة الدم في منظمة الصحة العالمية، ورئيسة خدمات نقل الدم في مستشفى الجامعة بجدة الدكتورة سلوى هنداوي ل «الحياة» أن وزارة الصحة لم تتعاون مع الجمعية بشكل رسمي حتى الآن رغم عضوية عدد من أعضاء الجمعية الذين ينتسبون إلى وزارة الصحة، مشيرة إلى أن الجمعية لا تتدخل في البحوث التي تقدم والخاصة بالإحصاءات والأرقام التي تكون على مستوى السعودية دون إذن من وزارة الصحة. ودعت إلى ضرورة إيجاد تعاون بين القطاعات الصحية، وقالت «برغم وجود جهود قائمة من مختلف القطاعات الصحية للتطوير، إلا أن ما ينقص هو التعاون بين مختلف القطاعات الصحية، الجمعيات العلمية، المسؤولين، والخبراء في هذا المجال، وذلك للوصول إلى المطلوب والأفضل». وأوضحت أن نسبة المتطوعين المتبرعين بالدم لا تتجاوز 40 في المئة من مصادر الدم في السعودية، فيما تصل نسبة المتبرعين بالدم من أهل وأصدقاء المريض إلى 60 في المئة، وأضافت «لا توجد لدينا مراكز متخصصة للتبرع بالدم، ولكن يتم الاعتماد على الأقسام الموجودة في المستشفيات». وأشارت هنداوي إلى أن بنوك الدم في السعودية تشهد عجزاً في الكوادر الفنية المؤهلة من السعوديين من الجنسين وغير السعوديين، مشددة على أن خدمات نقل الدم بحاجة إلى تأهيل وتدريب مستمر، وهو ما يؤثر في عمل خدمات نقل الدم، خصوصاً في وزارة الصحة. وأوضحت أن هناك كوادر عاملة، لكنها غير مؤهلة بالشكل المطلوب، بينما الكوادر المؤهلة تعتبر قليلة، خصوصاً وأن علم خدمات نقل الدم يعتبر علماً جديداً بالنسبة لبقية فروع الطب، والدخول في هذا المجال من الجنسين إلى الآن يعتبر قليلاً جداً، وشددت على الحاجة إلى زيادة عدد العاملين في القطاع مع ضرورة إخضاع الكوادر الحالية غير المتخصصة إلى دورات تدريبية مستمرة بواسطة الخبراء والمختصين. ودعت، من موقعها كخبيرة في سلامة الدم، الجميع إلى التبرع بالدم تطوعاً لمساعدة المرضى المحتاجين إلى دم آمن، وذلك عملاً بتوصيات منظمة الصحة العالمية للوصول إلى تبرع طوعي بنسبة مئة في المئة، وذلك بحلول عام 2020 في كل دول العالم، لتوفير دم آمن لكل المرضى المحتاجين، مبينة أن هناك دولاً أصبح كل متبرعيها من المتطوعين، بينما بعض الدول ما زالت تحاول الوصول إلى تلك النتيجة، وقالت إن غالبية هذه الدول هي من دول الشرق الأوسط، مشددة على أن السعودية ما زالت تحاول أن يكون كل المتبرعين بالدم من المتطوعين، ولكن لا تزال النسبة الأكبر من المتبرعين من الأهل والأقارب والأصدقاء، خصوصاً وأن التبرع بالدم بمقابل مادي ممنوع في السعودية. وطالبت هنداوي بضرورة رفع وعي المجتمع بثقافة التبرع بالدم، وأضافت «لا توجد جهود توعوية كافية في هذا الخصوص، والجمعية بدأت في عمليات التوعية، ولكن لم تصل إلى الآن إلى الحد المطلوب». وقالت إن الجمعية تعمل على إنشاء مجاميع تهتم برفع مستوى الجودة والسلامة لخدمات نقل الدم في البلاد من طريق وضع توصيات تسهم في تحسين طرق العمل والاستخدام السليم لمكونات الدم، إضافة إلى الاستمرار في تفعيل ورش العمل واللقاءات العلمية والحملات التوعوية في مجال طب نقل الدم. وأشارت الدكتورة سلوى إلى أن الجمعية تم تأسيسها منذ أربع سنوات بإشراف الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وهي لا تزال جمعية مبتدئة وليست مثل الجمعيات الأخرى التي تم تأسيسها منذ 10 أو 20 سنة، والتي تمتلك رئيساً فخرياً يسهم في دعمها مادياً ومعنوياً، وهو ما تحتاجه الجمعية السعودية لطب نقل الدم.