تلميح او تهديد السيد مسعود البارازني رئيس اقليم كردستان العراق بالتدخل في سوريا لحماية الاكراد السوريين يعتبر تحولا تاريخيا ليس فقط في تاريخ نضال الاكراد الحديث وسعيهم نحو اقامة دولة كردستان الكبرى، وانما هو تحول خطير في مسار الثورة السورية والاقرار بأنها اصبحت ازمة اقليمية حقيقية ستهدد الامن القومي لدول الجوار وهذا ما سبق وان هدد به رئيس النظام السوري قبل اشهر بتفجير المنطقة من باب (علىّ وعلى اعدائي).. الحكومة التركية مضطرة لتسريع عملية السلام لكيلا يعود حزب العمال إلى القتال. وفي الخارج تشعر تركيا بأن أي تقارب بين الأكراد السوريين والنظام قد يقلب جزءا من الطاولة فوق رأسها، كما ان تدخل قوات البيشمرجة العراقية في سوريا لقتال جزء من قوات المعارضة السورية سيعني كابوسا لم يخطر في بال اكثر المتشائمين! تهديد البارزاني ربما لا يقلق بغداد ودمشق بقدر ما يقلق انقرة والتى تعيش حالة من التوتر البالغ بسبب تطورات الأوضاع على حدودها مع سوريا، خصوصا بعدما بسط حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري سيطرته في المنطقة المتاخمة للحدود التركية بعد الانتصارات التي حققها ضد جبهة النصرة، مع العلم ان قلق تركيا المزدوج بدأ قبل اكثر من عام عندما تمكن أكراد سوريا من تسليح أنفسهم وإدارة المناطق الشمالية التي انسحب منها الجيش السوري وبدأوا يشكلون نواة صلبة على الأرض. التطورات الاخيرة دفعت تركيا الى دعوة زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري صالح مسلم للتفاهم معه حول العديد من القضايا المتعلقة بالملف السوري، بعد يوم من حضوره اجتماعا في أربيل مع سياسيين أكراد من تركيا والعراق وإيران ناقشوا فيه التحضير لاجتماع كردي إقليمي كبير قريبا سيسلط الضوء على مستقبل الأكراد في المنطقة وكيفية الاستفادة من التطورات الجارية باتجاه الاعتراف بالواقع الكردي الجديد والهوية السياسية والقومية للأكراد في الشرق الاوسط . أنقرة استقبلت رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني لإجراء مباحثات مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان ركزت على أهم حدثين وتطورين تشهدهما المنطقة حاليا هما: انعقاد المؤتمر القومي الكردي بإقليم كردستان العراق والثاني تطورات قضية الإدارة المستقلة بغرب كردستان السورية. وتأتي هذه التطورات في ظل سعي تركيا للإحاطة بتطورات الوضع الميداني في شمال سوريا ودعوة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري إلى إقامة إدارة محلية منتخبة قد تتحول مستقبلا إلى مشروع حكم ذاتي في المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا، مع الأخذ في الاعتبار ان أربيل لعبت دور الوسيط للتقريب بين صالح مسلم وأنقرة والتي كانت تنظر إلى حزبه على أنه امتداد سوري لحزب العمال الكردستاني المسلح، وتضعه ضمن خانة التنظيمات التي توصف بأنها إرهابية. المزعج لتركيا ايضا هو ان مسيرة حل القضية الكردية في تركيا - والتي تم الاتفاق عليها مع أوجلان - بدأت تتعثر وسط تهديدات القيادات الميدانية في حزب العمال الكردستاني بمعاوده القتال، ومطالبات (الأكراد الأتراك) للحكومة التركية بسرعة تنفيذ اصلاحاتها ووعودها وشعور انقره أن عليها أن تخطو خطوات حاسمة تجاه حسم موقفها من خطط الأكراد داخليا وإقليميا وسط مطالبات الواقعيين أن تغير انقرة من موقفها التاريخي الرافض لقيام كيانات كردية في المنطقة خاصة بعد أن اعتادت على التعامل مع واقع إقليم كردستان العراق. الحكومة التركية مضطرة لتسريع عملية السلام لكيلا يعود حزب العمال إلى القتال. وفي الخارج تشعر تركيا بأن أي تقارب بين الأكراد السوريين والنظام قد يقلب جزءا من الطاولة فوق رأسها، كما ان تدخل قوات البيشمرجة العراقية في سوريا لقتال جزء من قوات المعارضة السورية سيعني كابوسا لم يخطر في بال اكثر المتشائمين! كما لم يخطر على بال غلاة القومية التركية ان المحاكم التركية ستسمح يوما للآباء الكرد في تركيا بتسمية ابنائهم بكردستان واوجلان ودرسيم!. abdulahalshamri@