نظمت الولاياتالمتحدة الأميركية سباقاً للثيران الهائجة للمرة الأولى على أراضيها تحاكي السباقات الشهيرة في مدينة بامبلونا الإسبانية، لكنها أقل عنفاً. وخلافاً للنسخة الاسبانية، لا تنظم مصارعة الثيران الأميركية في شوارع معبدة داخل مدينة كبيرة، بل على جزء من حلبة سباق السيارات في فيرجينيا التي تقع على بعد ثلاث ساعات من جنوبواشنطن. ولهذه المناسبة نصبت حواجز في نهاية الأسبوع الماضي على طول صف اليمين من مدرجات حلبة سباق فيرجينيا المسماة «فيرجينيا موتورسبورتس بارك» ووزع الرمل على مساحة 300 متر (لئلا تصاب الثيران بجروح)، ووضح روب ديكنز (منظم هذا الحدث) الذي يعتزم تكرار هذه التجربة في كل أنحاء الولاياتالمتحدة. وقبل كل إطلاق للثيران (تطلق الثيران ثماني مرات في اليوم)، تصدح مكبرات الصوت بأغنية فيلم «إل بوونو، إل بروتو، إل كاتيفو» الإيطالي - الإسباني، ثم يتلو مقدم العرض قواعد السلامة، قائلاً: «إذا كنتم ثملين، تتعرضون للطرد... ولا تلمسوا الثيران وإلا طردتم». وتقول أندي التي دفعت 55 دولاراً من أجل عرض مدته دقيقة واحدة إنها راضية مع أنها لم تتمكن من الاقتراب من الثيران. ويضيف نيك من فيرجينيا: «لم يكن العرض عدوانياً جداً. كان لطيفا، لكن في إسبانيا القواعد أقل. وأتيت إلى هنا استعداداً لبامبلونا» التي يعتزم الذهاب إليها في تموز (يوليو) المقبل. ويتساءل بريستون فولكيس متفاجئاً (مالك الثيران الستة والعشرين التي نقلت من مزرعته في كنتاكي): «كيف يقولون إن المصارعة ليست خطرة جداً؟ قفوا أمام أي ثور لنرى! ». ويضيف: «لكنني لا أعتقد أن الأميركيين مستعدون لإطلاق ثيران عنيفة، خصوصاً أن هذا الحدث يقام للمرة الأولى في الولاياتالمتحدة». وما إن تطلق الثيران (التي يصل وزن بعضها إلى 400 كيلوغرام) حتى تركض على طول الممر ويصعد الجميع على الحواجز الأمنية ليفسح لها الطريق. وفي نهاية اليوم، بعد السباق الأخير، نقل شخصان إلى المستشفى بسبب إصابتهما ب«جروح طفيفة» لم يكشف المنظمون عن أسبابها. ويعود الحادث الأسوأ إلى سقوط طائرة من دون طيار كانت تستخدم لتصوير الحدث، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص. ويقر ديكنز بأنه من المستحيل تقليد سباقات الثيران الإسبانية التي تؤدي كل مرة إلى إصابة المشاركين ووفاتهم أحيانا، قائلاً: «لا نريد أن يموت أحد! ». وتفاديا للمشاكل، يطلب من كل مشارك أن يوقع قبل المشاركة في المصارعة ورقة تعفي ديكنز وشركته من المسؤولية في حال وقوع حادث.