شارك البخاريون الذين يقطنون في فلسطين والأردن العشائر الموجودة في تأسيس إمارة شرق الأردن، وأسسوا أقدم سوق في وسط عمّان باسم سوق «البخارية» بمعية الراحل كمال الدين البخاري. ولا تزال هذه السوق تحمل طابعاً تاريخياً وتراثياً، وتعتبر أقدم سوق في المملكة، واستقرت أكبر العائلات البخارية في الأردن والسعودية وعملت في مهنة التجارة. وفي عام 2003 أسس عبد الله البخاري، وهو ابن إحدى العائلات المعروفة، الجمعية البخارية الخيرية لإحياء التراث البخاري، وتوثيق أواصر الترابط، وتقديم المساعدات للأسر البخارية الأردنية، ومتابعة أمورها، ومساعدة الأسر المحتاجة والأيتام ووضع البرامج التعليمية لذوي الحاجات الخاصة في المجتمع، ومساعدة الحجاج القادمين من آسيا الوسطى لأداء المناسك الدينية. وتعمل الجمعية البخارية في الأردن على ترابط الأسر البخارية داخل المملكة وخارجها. وتقع السوق التي تأسست عام 1934 وسط البلد في عمّان، مقابل ساحة المسجد الحسيني الكبير، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى تجار هاجروا إلى الأردن من مدينة بخارى في أوزبكستان. وتشتهر السوق بحفاظها على حيويتها عبر السنوات الماضية، ويعتمد فيها التجار على بيع السلع التقليدية والتحف الشرقية والأكسسوارات والعطور والكلف والخيوط والمجوهرات التقليدية. الحريق الذي شب في السوق أدى إلى تغير موقعها من شرقي المسجد الحسيني إلى عمارة فوزي المفتي في شارع الملك طلال مقابل المسجد الحسيني، وكانت عمارة فوزي المفتي قديماً عبارة عن خان قديم تستريح فيه القوافل التي تحمل بضائع التجار الذين كانوا يمرون بمدينة عمّان، من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام وبالعكس. وتمثل سوق البخارية التنوع الحضاري والقديم والحديث معاً، فالمحال حافظت على طبيعة البضائع التي تباع عبر الأجيال، وبقيت الواجهات مزينة بالبضائع الجميلة المتنوعة من التحف الخزفية إلى المنسوجات القديمة والمطرزة والمسابح، والتحف الفنية النادرة ومنتجات الأخشاب والخيزران والصلصال التي تصنع منها الأدوات المنزلية القديمة، إضافة إلى أدوات الموسيقى مثل الربابة والعود والدف، وهناك الكثير من البضائع المنتجة الحديثة ومنها التحف التي يصنعها الحرفيون لبيعها إلى الزوار والسياح. وتتوزع المحال التجارية والبالغ عددها 23 بحسب نوعية البضائع التي تبيعها. ويمكن تصنيفها إلى محال لبيع أدوات ومستلزمات الحلاقين، ومستلزمات الخياطة والتطريز. وهناك محال لبيع الأكسسوارات والمنسوجات والعطارة، ومحال لبيع العطور والبخور. وأهم ما يميّز هذا النوع أنك تجد فيها ما لا تجده في بقية الأسواق.