الكيرسيتين مادة كيماوية نباتية تعد من أهم مضادات الأكسدة، وتنتمي إلى عائلة الفلافونيدات التي تملك شهرة واسعة على صعيد محاربة الجذور الكيماوية الحرة المتهمة بأنها وراء إثارة أمراض كثيرة، خصوصاً الأمراض القلبية الوعائية والدماغية، والأمراض العصبية المزمنة، وأمراض الشيخوخة وغيرها. ويمكن تبيان أهمية مادة الكيرسيتين عبر قراءة السطور الآتية: - تفيد الدراسات أن مادة الكيرسيتين تعمل بشكل فاعل على حماية خلايا الدماغ والعضلات وأنسجة الجسم المختلفة، خصوصاً الخلايا العصبية الحساسة منها، من الضرر التأكسدي الذي يمكن أن تلحقه الجذور الكيماوية الحرة بسبب عدوانها عليها. - تساهم مادة الكيرسيتين في منع نشوء السرطان عن طريق منع الأضرار التي تلحق بالمادة الوراثية داخل الخلية. - أشارت دراسات وبائية إلى أن الأشخاص الذين يكثرون من الأغذية الغنية بالكيرسيتين هم أقل تعرضاً لخطر الوفاة بالأزمات القلبية بنسبة 50 في المئة مقارنة بغيرهم ممن يتناولون كميات أقل من تلك الأغذية. - تشير الدراسات المخبرية الى أن مادة الكيرسيتين تملك خصائص مضادة للالتهاب، ويبرز هذا الدور عند الرياضيين خصوصاً، لأن المجهود الرياضي يرفع من حدوث الضرر التأكسدي وخلق البيئة الالتهابية. أيضاً للكيرسيتين خصائص مضادة للفيروسات، وهي حليفة قوية للجهاز المناعي بحيث تؤازره في مواجهته كل الاعتداءات الميكروبية التي يتعرض لها الجسم. - أفادت دراسات سريرية بأن تناول مكملات الكيرستين يساعد في خفض أرقام ضغط الدم عند المصابين به. - تساعد مادة الكيرسيتين على إيقاف عمل الهيستامين وبالتالي فهي تنفع في التخفيف من وطأة الأمراض التحسسية. - نوهت دراسات أميركية - فنلندية مشتركة إلى وجود علاقة بين زيادة استهلاك مادة الكيرسيتين وانخفاض عدد الإصابات بسرطان البانكرياس. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هي الأغذية الأكثر غنى بمادة الكيرسيتين؟ إن أهم مصادر الكيرسيتين هي: - زهرة الكبس (الكابر)، وهي الأغنى بمادة الكيرسيتين، فمئة غرام منها تحتوي على 180 ميلليغراماً من الكيرسيتين، وهي كمية تفوق تسع مرات ما يوجد في البصل. - البصل، ويتميز باحتوائه على مادة الكبريت التي تعمل بالتعاضد مع مادة الكيرسيتين على حماية الشرايين من الضرر الناجم عن ترسب الكوليسترول الضار، وهذا يساهم في الحماية من الأمراض القلبية والدماغية الوعائية. ويجدر التنويه هنا إلى أن تركيز مادة الكيرسيتين يكون أعلى في الطبقات الخارجية للبصل. - التفاح، وهو يعتبر من المصادر المهمة للكيرسيتين، ويينت دراسات أن الأشخاص الذين يتناولون الكثير من التفاح تتحسن لديهم وظائف الرئة بشكل جيد، ويقل خطر الإصابة بالأمراض الرئوية. ومن باب العلم، فإن الكيرسيتين يتركز حصراً في قشر التفاح، لذا يجب الحرص على أكله وعدم رميه. - الخس والفاصولياء الخضراء والعنب والعليق والبروكلي، فهي تحتوي على كميات لا بأس بها من الكيرسيتين.