قتل 14 عراقياً على الأقل وأصيب العشرات بانفجار خمس سيارات مفخخة استهدفت أمس مناطق متفرقة في بغداد، على ما أفادت مصادر أمنية وطبية. وقالت المصادر إن «خمس سيارات مفخخة انفجرت بصورة منسقة بفارق زمني ضئيل في أحياء متفرقة في بغداد ما اسفر عن مقتل 21 شخصاً وإصابة العشرات». ووقعت التفجيرات في حي جميلة (شرق) والكرادة (وسط) والإعلام والشرطة الرابعة (غرب) والزعفرانية (جنوب). وكانت المصادر أفادت عن مقتل تسعة عراقيين بينهم خمسة من عائلة أحد عناصر «الصحوة» في هجمات متفرقة، على ما أفادت مصادر أمنية وطبية. وقال ضابط برتبة عقيد إن «مسلحين مجهولين اغتالوا في ساعة باكرة عائلة احد عناصر الصحوة وزوجته وأبناءه الثلاثة وهم صبي وابنتان». وأضاف أن «المسلحين اغتالوا الضحايا داخل منزلهم في منطقة عرب جبور»، في الجنوب الغربي من بغداد. وأكد مصدر طبي في مستشفى اليرموك تلقي جثث الضحايا. وجاء الهجوم غداة مقتل 12 شخصاً في عمليتين إحداهما بأحزمة ناسفة نفذها انتحاريان مستهدفة زعيم «صحوة العراق» الشيخ وسام الحردان في بغداد والثانية بسيارة مفخخة قرب بعقوبة، شمال شرقي العاصمة. وشكلت قوات «الصحوة» في أيلول (سبتمبر) 2006، في محافظة الأنبار غرب العراق، حيث تمكنت من قتل وطرد الغالبية العظمى من تنظيم «القاعدة» الذي استمر باستهداف عناصر هذه القوة. وفي هجوم آخر، قال عقيد في الشرطة إن «شخصين قتلا صباحاً أمام منزلهما في منطقة الدورة، جنوب غربي بغداد». وأكد مصدر طبي في مستشفى اليرموك تلقي جثث الضحايا. وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد) قال الملازم أول إسلام الجبوري إن «شرطياً قتل وأصيب ثلاثة من رفاقه بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم عند قرية الإمام» إلى الغرب من الموصل. وأكد الطبيب طارق النعيمي حصيلة الضحايا. وفي منطقة القرية العصرية (60 كلم جنوب بغداد) قتل شخص وأصيب ثمانية آخرون بانفجار سيارة مفخخة استهدفت مطعماً شعبياً وسط البلدة، على ما أفادت الشرطة. وتتواصل موجة العنف التي انطلقت منذ اشهر وأدت إلى مقتل اكثر من 3800 شخص في عموم العراق منذ مطلع العام الحالي. إلى ذلك، دعت بعثة الأممالمتحدة في العراق إلى اجراء تحقيق محايد وشفاف في قتل 52 من عناصر منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة. وأكد بيان للبعثة الدولية في العراق مقتل 52 شخصاً، وأوضح ان «منظمة مجاهدي خلق في معسكر اشرف أبلغتها ان سبعة من أعضائها ما زالوا في عداد المفقودين». وتلقى عملية القتل التي يتعرض لها أعضاء المنظمة إدانات دولية، لكن الأممالمتحدة والحكومات الغربية حرصت على عدم إلقاء اللوم على جهة محددة وسط تضارب الروايات عن حقيقة ما جرى. وشكل رئيس الوزراء نوري المالكي لجنة تحقيق في أعقاب أعمال العنف هذه. وجاء في بيان الأممالمتحدة إن «الوفد الدولي شاهد 52 جثة داخل مشرحة موقته». وأفاد بأن «جميع المتوفين تعرضوا لإطلاق نار في الرأس والجزء العلوي من الجسم، وكان العديد منهم مكتوفي الأيدي». وناشدت شهابة باروتي (30 سنة) التي تقيم في معسكر «ليبرتي» قرب بغداد، الأممالمتحدة التدخل العاجل للإفراج عن والدتها «مهناز عزيزي» التي قالت إنها احد الذين تم اختطافهم. وأضافت هذه اللاجئة التي قضت اكثر من 12 سنة في العراق: «بدأت إضراباً عن الطعام ولن أتراجع حتى اعرف مصير أمي». ودعا نائب رئيس المبعوث الخاص جيورجي بوستن العراق إلى ضمان اجراء «تحقيق محايد وشفاف في هذه الجريمة البشعة من دون تأخير وإعلان النتائج». وأكد خطورة الوضع في المخيم قائلاً «يجب اتخاذ التدابير اللازمة لحماية أرواح سكان المخيم إلى أن يتم نقلهم إلى مكان آمن» . وقدم مسؤولون عراقيون ومنظمة «مجاهدي خلق» روايات متضاربة حول مقتل أعضاء المنظمة. ففي الوقت الذي يؤكد فيه القادة العسكريون العراقيون أن السبب اقتتال داخلي، تشدد المنظمة على أن قوة عراقية دخلت الى معسكر أشرف وارتكبت هذه «المجزرة». وقال شهريار كيا الناطق باسم المنظمة إن الجيش العراقي دخل المعسكر وقتل 52 و»أضرم النار في ممتلكاته». وتطالب الحكومة العراقية المنظمة الإيرانية بإخلاء هذا المعسكر والانتقال إلى معسكر «ليبرتي»، قرب بغداد، الذي انتقل إليه ثلاثة آلاف معارض، لكنهم يرفضون ذلك قبل حسم موضوع ممتلكاتهم.