نظرية طاليس 640 ق. م - 562 ق. م كانت نظريته تقول بأن الماء هو العنصر الأول للموجودات. معرفة الذات لذاتها وتُنسب إلى طاليس الحكمة القائلة: «اعرف نفسك». خلود النفس لقد أعلن البعض - ومن بينهم الشاعر خويريلوس choirilos - أن طاليس كان أول من أكد أن النفوس خالدة. لِنرَ.. هذا هو المهم ومن الأناشيد التي ما زالت تُنشد حتى الآن نسوق هذا النشيد الذي يشير إليه: «إن الكلمات الكثيرة لا تكشف عن شيء ....» تغيّر الأشياء وكان يزعم أن الماء هو الأصل لكل شيء، ويقول: «إن الأرض ما هي إلا ماء وجَمد، والهواء ماء ثقيل الزّنة، وأن جميع الأشياء تتغير دائماً من حال إلى حال إلى أن يحول أمرها إلى رجوعها ماء». أبدية الروح كان يرى أن العالم لا أول له ولا آخر، وأنه يُرى في جميع أزمنته على حاله التي هو عليها الآن، وكان أول من قال من الروم إن الأرواح غير فانية، بل هي أزلية أبدية. التجربة وكان لا يبني المعارف في الفلسفة إلا على التجربة مع وفور العقل والتدبير. حكمة كُتبت باللَّذه وكان يقول: إنه لا شيء أصعب على الإنسان من معرفة حقيقة نفسه، فهو الذي اخترع هذه الحكمة العظيمة الآتية وكتبها على ورق من الذهب، وعلقه في هيكل الشمس، وهي: هل أنت أيها العالِم تعرف حقيقة نفسك؟ الصالح العام كان لا يعتني بمصلحة نفسه، بل لا يعتني إلا بالأمور التي تتعلق بالبلاد عموماً، فهي عنده مقدّمة. مبدأ طاليس طاليس يقول: إن هذا المبدأ هو الماء «وهو لهذا السبب يعلن أن الأرض تطفو فوق سطح الماء»، وربما جاءته الفكرة من رؤيته غذاء أن الأشياء جميعاً لا بد أن تكون رطبة، وأن الحرارة نفسها تنشأ من الرطوبة، وتبقى حية بواسطتها أو أن ما صدرت عنه هو مبدأ كل شيء. واستمد فكرته من هذه الواقعة، وأن بذور كل شيء ذات طبيعة رطبة، وأن الماء هو أصل طبيعة الأشياء الرطبة. اكتشاف طاليس كان أول من شرح أصل الكسوف والخسوف بمرور القمر بين الشمس والأرض، وبمرور الأرض بين الشمس والقمر. إن هذا الاكتشاف صحيح، ولكنه ليس مقترحاً فلسفياً. تعليل أن طاليس أول الفلاسفة اليونان يبدو أن الفلسفة اليونانية تبدأ بفكرة غريبة: الموضوعة القائلة بأن الماء هي «كذا» أصل كل الأشياء. هل من الضروري حقاً أن نتوقف عند هذه الفكرة، وأن نأخذها على محمل الجد؟ بالتأكيد وذلك لأسباب ثلاثة: أولاً: أن هذه الجملة تتناول بطريقة ما أصل الأشياء، والثاني: أنها تتناوله من دون صورة، وبمعزل عن السرد الخيالي. والسبب الثالث: لأن هذه الجملة تتضمن ولو في شكل جنيني أن الكل هو واحد. وبحسب السبب الأول فمازال طاليس ينتمي إلى طائفة المفكرين الدينيين والخرافيين، ولكنه يخرج عن «كذا» هذه الطائفة للسبب الثاني، ويظهر لنا كمفكر في الطبيعة، أما السبب الثالث فإنه يجعل منه أول فيلسوف يوناني. مسلمة ميتافيزيقية لو قال طاليس إن الماء هو أصل الأرض، لكنا أمام مجرد فرضية علمية، فرضية خاطئة على رغم صعوبة دحضها، ولكنه يتخطى الإطار العلمي المحض... إن ما دفعه إلى ذلك إنما هو مسلمة ميتافيزيقية، تجد أصولها في حدس ذي طبيعة روحانية، وهي مسلمة تجدها في كل الأنساق الفلسفية على رغم المحاولات المتجددة للتعبير عنها في شكل أفضل. إنها مسلمة « الكل هو واحد». فكر ه الثمين على رغم بطلانه قيمة فكر طاليس تقوم تحديداً على أن نظرته لم تكن خرافية ولا استحضارية، حتى بعد أن تبين بطلان هذه النظرة. قفزة عند الإغريق كانت الحقيقة الأكثر تجريداً تتجسد باستمرار في شخص معين، لكن مع طاليس قال: إن الماء هو حقيقية الأشياء وليس الإنسان، وبدأ يؤمن بالطبيعة إيمانه بالماء. إبداع يبرز طاليس كمعلم مبدع بدأ يسبر غور الطبيعة من دون الاستعانة بالروايات الخيالية، وإذا كان أجاد استخدام العلم، واستخدام حقائق يمكن برهنتها لكي يتجاوزها فيما بعد، فهذا هو بالتحديد الذي يتميز به الفكر الفلسفي. تعبير عن وحدة الوجود وهكذا فإن طاليس رأى وحدة الوجود، وحين أراد التعبير عنها تكلم عن الماء. قضيتة الرئيسة لم تكن هناك كتابة لطاليس واردة حتى في زمن أرسطو، ويسود الاعتقاد أنه لم يكتب شيئاً. وتتألف فلسفته - إذا جاز لنا أن نسميها فلسفة بقدر ما نعرف - من قضيتين، أولهما أن أصل الأشياء جميعاً الماء، وكل شيء يعود إلى الماء. وثانيهما أن الأرض قرص مستو يطفو على الماء. والقضية الأولى التي هي القضية الرئيسة تعني أن الماء هو النوع الأول الواحد للوجود، وأن كل شيء آخر في الكون ليس إلا مجرد تغيّر للماء. تعليل منح طاليس لقب أبي الفلسفة لما كان هذا هو لب وجوهر تعاليم طاليس فإننا نتساءل – على نحو طبيعي - عن السبب الذي يدعو إلى ضرورة منحه لقب أب الفلسفة على أساس هذه الفكرة الفجة وغير المتطورة. لماذا يجب أن يقال إن الفلسفة بدأت من هنا بصفة خاصة؟ إن دلالة طاليس ليست في أن لمائه الفلسفي أي قيمة في ذاته، بل في أنه كان أول محاولة مسجلة لشرح الكون على مبادئ طبيعية وعلمية من دون عون من الأساطير والآلهة المصطبغة بصبغة إنسانية. زيادة على ذلك طرح طاليس المشكلة وحدد اتجاه وطابع كل الفلسفة السابقة على سقراط... كانت الفترة الأولى أساساً كونية بطابعها، وكان طاليس هو الذي حدد طابعها. وتكمن أهميته في أنه أول من طرح المشكلة، لا أنه أعطى أي حل عقلي لها. فرض مُحترم على أن أهم أراء طاليس هو قوله إن العالم يتألف من الماء... والواقع أن الرأي القائل أن المادة كلها واحدة هو فرض علمي جدير بالاحترام... إن من الإنجازات التي تدعو إلى الإعجاب أن يكتشف مفكر أن هناك مادة تظل على ما هي عليه، على رغم اختلاف الحالات التي تتجمع بها. الجوهر الأولي حينما قال طاليس إن ذلك الجوهر الأولي هو الماء، فإنما كان يردد فكرة شائعة على أوسع نطاق حول أصل الكون، ولكن يتعين علينا في أرجح الظن أن نفهم أن المقصود بهذا الماء، على ضوء تطور الفكر الملطي، شيء يتصل بالرقعة البحرية بكل ما يدب فيها من حياة، وكان من جملة تعاليمه على كل حال أن الأرض أشبه بأسطوانة مسطحة محمولة فوق الماء الأولي كسفينة فوق البحر. بإمكان القراء العثور في شبكة المعلومات باستخدام محركات البحث على المراجع التي يريدها والمتعلقة بطاليس، لكنني أفضل أن أعطيه ببلوغرافيا صغيرة جداً للكتب التي يمكنه الشروع فوراً في قراءتها، وأنصحه بذلك وهي: مختصر مشاهير الفلسفة للايرتيوس. مشاهير الفلسفة للايريوتس. الفلسفة في العصر المأسوي الإغريقي لنيتشة. تاريخ الفلسفة اليونانية لوولتر ستيس. حكمة الغرب لبرتراند رسل.