تواصلت ردود الفعل على مبادرتي رئيس الجمهورية ميشال سليمان الداعي لحكومة جامعة، وعقد طاولة الحوار والتمسك بإعلان بعبدا ورئيس المجلس النيابي نبيه بري حول عناوين هيئة الحوار وتأليف الحكومة. واعتبر وزير العمل سليم جريصاتي ان مبادرة الرئيس بري تحمل في طياتها «العديد من العناوين الكبيرة وهي جديرة بالاهتمام والدرس». وأكد ل «صوت لبنان» أن «طاولة الحوار هي الحد الأدنى من التواصل بين الزعماء ليقولوا لأنفسهم ما يضمرون، ولكن بالتأكيد على صعيد المؤسسات الدستورية فإن طاولة الحوار لا تنتمي إلى منظومة الدولة اللبنانية التي باستطاعتها أن تأخذ قرارات مصيرية». ورأى عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت: «مبادرة الرئيس بري خطرة لأنه يضع صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف (تمام سلام) على طاولة الحوار بما فيها قرارات مجلس الوزراء بتجنيد 5000 عسكري وخرق القرار 1701». وشدد في حديث إلى «أل بي سي» على أن «أخطر ما في مبادرة بري هو تحديد صلاحيات رئيس الجمهورية وصلاحيات الرئيس المكلف»، مشيراً إلى أن «ما يقترحه بري عملياً هو تغيير للنظام السياسي». وذكر «بأن الرئيس سعد الحريري كان واضحاً لناحية أننا مستعدون للمشاركة في الحوار عندما يدعو إليه رئيس الجمهورية»، وقال: «طرح الرئيس الحريري إمكانية أن نكون جميعنا خارج الحكومة. اليوم الكرة في ملعب رئيس الجمهورية وهو الوحيد الذي يمكن أن يدعو إلى حوار يستكمل من مكان توقفه سابقاً أو أن يسعى إلى تشكيل حكومة تستطيع أن تدير شؤون البلاد مستندة إلى إعلان بعبدا والنأي بالنفس وسياسة حياد لبنان بالشأن السوري»، معتبراً أن «تأليف الحكومة لن يحسن الأوضاع إذا لم يحصل تفاهم سياسي». واعتبر عضو كتلة «الكتائب» إيلي ماروني أن «من المفروض القيام بمبادرات للخروج من هذا الجمود القاتل وإن أي مبادرة مرحب بها والذي قاله الرئيس بري يمكن أن يصلح لأن يكون الحوار المتواصل والمستمر وربما نستطيع الوصول إلى نتائج تساهم في تشكيل الحكومة». واعتبر في حديث إلى «إذاعة الشرق»، أن البديل من الحوار هو «التقاتل ولا يمكننا الوصول إلى نتيجة». ورأى أنه «إذا اقتنعنا بأن يشارك حزب الله في الحكومة فهل يقتنع حزب الله بالخروج من المأزق السوري وبإلغاء معادلة الجيش والمقاومة والشعب؟». كما لفت ماروني في حديث إلى «صوت الشعب» إلى «أننا في حاجة إلى الكثير من المبادرات والحراك»، معتبراً أن «مبادرتي رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي تأتيان لتحركا الوضع السياسي بعض الشيء»، ومؤكداً أن «العراقيل والشروط والشروط المضادة تحول دون تشكيل حكومة جامعة في الوقت الراهن». وأوضح عضو كتلة «المستقبل» هادي حبيش أن مبادرة الرئيس بري «مقبولة إذا تم النظر إليها بالمفرق، أما بالجملة فهي مرفوضة، لأن سلاح حزب الله فقد صفته المقاومة، ولا يمكن القبول بأي شكل من الأشكال بموضوع المقاومة في البيان الوزاري، أو إعطاء الفريق الآخر الثلث المعطل». وأعلن عضو الكتلة ذاتها جمال الجراح، لتلفزيون «المستقبل» أن «البحث جار في مبادرة رئيس المجلس النيابي، لكن هناك نقاطاً غامضة كموضوع المقاومة في الجنوب، إذ إن المقاومة الآن ليست في الجنوب». وقال عضو «الجماعة الإسلامية» النائب عماد الحوت: «الرغبة الحقيقية للحوار أمر مرحب به ولكن ما مضمون هذا الحوار؟ والنقطة الثانية هو أننا نطالب بنزع السلاح من كل اللبنانيين ومن دون استثناء وهنا يكمن تفجير الحوار». ورأى في حديث ل «لبنان الحر» أن «إعلان بعبدا نسخة منقحة عن الطائف ومن يعتبره ميتاً فانه يعتبر أيضاً أن الدستور هو ميت أيضاً وإعلان بعبدا قابل للحياة وليس المشاريع الإقليمية». ورأى عضو كتلة «التحرير والتنمية» قاسم هاشم أن مبادرة الرئيس بري «تستطيع أن تفتح ثغرة في جدار الأزمة اللبنانية ولا بد أن يتلقفها اللبنانيون». وسأل: «إذا كان يريد البعض فعلاً خلاص لبنان وإخراجه من دائرة الأزمات المستعصية التي تحيط به فلا بد من الإمساك بهذه المبادرة وتقييمها بشكل إيجابي والسير بها لأن بها الخلاص وهي مدخل أساسي للوصول إلى الحل الذي ينتظره الجميع من أجل أن نجنب وطننا المزيد من المنزلقات والمآسي في ظل استفحال الأزمات وخصوصاً لما يجري حولنا»، آملاً أن «لا يبقى البعض يراهن على تطورات سلبية للأزمة لأن هذه الرهانات خاطئة، وإذا ما استمروا على هذا النهج المغامر والمقامر فلا بد أنهم سيأخذوننا إلى الهاوية التي لا يريدها أحد».