يلاحظ خبراء التسوق عبر الإنترنت في سويسرا، أن المرأة السويسرية هي الأكثر إقبالاً على شراء السلع «أون لاين» مقارنة بالرجل. وبرزت هذه الظاهرة الشرائية ذات الطابع «الأنثوي» أكثر فأكثر منذ العام 2009. ويستقطب المرأة أكثر من الرجل، قطاعان في التسوق الإلكتروني، هما السلع التكنولوجية والمواد الغذائية خصوصاً الوجبات السريعة، التي تقدّمها مطاعم سويسرية كثيرة عبر الإنترنت، ويكفي اختيار المفضلة وشراؤها من طريق الدفع ببطاقات الدفع المباشر أو الائتمان، ليصل الطبق في خلال ساعة من الوقت. ويُعزى إقبال المرأة في شكل كثيف على هذه الخدمة الإلكترونية، إلى انشغالها في مجال العمل وعدم توافر الوقت اللازم لإعداد الطعام. وأشارت إحصاءات وطنية شملت نحو 250 ألف مواطن سويسري، إلى أن 60 في المئة من نساء سويسرا يشترين السلع التكنولوجية والغذائية من دون تردد عبر الإنترنت، مقارنة ب 40 في المئة من الرجال. وفي التوزيع الجغرافي الكانتوني للمشترين عبر الإنترنت، يُلاحظ أن 41.40 في المئة منهم يقطنون في الكانتونات التي تنطق بالألمانية. في حين يشكل القاطنون في الكانتونات الفرنسية 29.5 في المئة، و29.11 في المئة في تلك الناطقة بالإيطالية. أما بالنسبة إلى الفئات العمرية فيمكن تمييز ثلاث منها الأكثر تعلقاً بالشراء عبر الإنترنت، وتتراوح الأعمار بين 26 و30 عاماً و31 و40، و51 و70 عاماً. وبذلك، أثبتت قوة الاستثمارات المحلية في قطاع التسوق الإلكتروني فاعليتها في تحسين آلية معروفة ب «فيديليزايشن» (درجة ولاء المستهلكين). وتخلّى عدد كبير من الشركات السويسرية عن خدماته الكلاسيكية أو الورقية، وركّز ثقله على الخدمات الإلكترونية. صحيح أن هذه الهجرة الرقمية لم تمرّ من دون تكاليف عالية، يقدرها الخبراء بما لا يقل عن مئة بليون فرنك سويسري سنوياً، إلاّ أن عملية الهجرة النوعية هذه درّت على الشركات والمصارف أرباحاً جيدة. ويشير محللون في السوق إلى أن الخدمات الأبرز محلياً عبر الإنترنت، تتصل بقطاعي المطاعم والرعاية الصحية. أما القطاعات الأهم في عملية الإنفاق عبر الإنترنت، فهي شراء الأدوية وبطاقات السفر والحجوزات الفندقية. إذ أنفق المستهلكون السويسريون خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، الذين ينفذون صفقات شراء عبر الإنترنت بمعدل مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، أكثر من 512 مليون فرنك لشراء الأدوية، ونحو 280 مليوناً للحجوزات الفندقية داخل سويسرا، و606 ملايين لشراء بطاقات سفر.