أطاحت بطولة الخليج للمنتخبات بكثير من المدربين على المستوى الخليجي، وبعد أن كان الهولندي فرانك ريكارد آخر ضحايا البطولات الخليجية وتم الاستغناء عنه بعد المستويات المتواضعة للمنتخب السعودي في خليجي 21، وهو ما يخشاه المدرب الحالي للمنتخب السعودي الأسباني لوبيز كارول الذي يدخل البطولة بعد أن تسلم إدارة «الأخضر» الفنية نهاية كانون الثاني (يانير) الموسم الماضي، كان حينها الأخضر يقبع في المركز ال118 عالمياً باعتباره أسوأ تصنيف عالمي. ويعيش لوبيز تحت ضغوط مستمرة في كل بطولة أو تصفيات يخوضها المنتخب السعودي، لكنه استطاع كسب الرهان في جميع المهمات التي خاضها على المستوى الرسمي، ولم يخسر أية مواجهة رسمية تحسّن معها تصنيف الأخضر للمركز 82، غير أن الاختبار الصعب يبقى في بطولة الخليج، قبل أن يخوض النهائيات الآسيوية وهو مطالب بتحقيق جميع البطولات التي يلعبها الأخضر بحثاً عن إنجازات غابت طويلاً عن خزائن الذهب السعودية. لوبيز كارو أشرف على تدريب المنتخب في 13 مواجهة، ست مباريات رسمية في التصفيات الآسيوية الأولية كسب خمس من أمام العراق وإندونيسيا ذهاباً وإياباً، وانتصر على الصين في الرياض وتعادل في بكين، وخاض مواجهتين في كأس «أو اس إن» وخسر الأولى من نيوزيلندا بهدف من دون رد، وخسر الثانية من ترنداد تباغو بثلاثة في مقابل هدف، لعب بعدها خمس مباريات ودية خسر في الثلاث الأولى من مولدفا وجورجيا وأستراليا قبل أن يتعادل مع الأوروغواي ولبنان، ولم يستطع في جميع المباريات الودية من تحقيق الانتصار، إذ خسر في خمس وتعادل في اثنتين، وعلى رغم بحث الإسباني عن النتائج الإيجابية في المباريات الودية والتي تتوافق مع أيام «فيفا» إلا أن الاختيارات التي كان يعتمد عليها لوبيز في تشكيلته تتفاوت من منافسة لأخرى، وظلت أبواب المنتخب مشرعة على مصراعيها تستقبل وتودع اللاعبين خلال 21 شهراً في عمر إشرافه الفني على المنتخب الوطني، واعتمد في المباريات الرسمية أو الودية على أسماء بعينها كانوا هم الركائز الأساسية، يتقدمهم تيسير الجاسم والذي اعتمد عليه لوبيز بشكل كبير في 12 مواجهة، كان فيها العقل المدبر لكارلو داخل الملعب، إلى جانب فهد المولد وأسامة هوساوي وحسن معاذ ويحيى الشهري وناصر الشمراني ووليد عبدالله ومنصور الحربي وياسر الشهراني مثلوا المنتخب في 10 مواجهات، هؤلاء اللاعبين بقوا ثابتين أمام المد الهادر من انتداب لاعب وآخر من مباراة لأخرى، ويبقى هداف المنتخب في ال13 مواجهة الماضية المهاجم نايف هزازي بثلاثة أهداف، وتيسر الجاسم ويوسف السالم وفهد المولد لكل منهم هدفان، وحمل التشكيل الأخير الذي أعلن لخوض منافسات دورة الخليج جدلاً واسعاً، كما هي العادة داخل الوسط الرياضي السعودي، وجاءت التساؤلات حول إبعاد لاعب الخبرة حسين عبدالغني بعد أن تم ضمه لمواجهتي الأوروغواي ولبنان، واجتمع به لوبيز في أحد فنادق الرياض قبل معسكر مباراة الأوروغواي، لكنه استغنى عنه في التشكيل الأخير، وكذلك أبعد إبراهيم غالب أبرز نجوم المواسم الماضية، في حين ضم 8 لاعبين دفعة واحدة من نادي الهلال، كما اقتصرت اختياراته من اللاعبين على خمسة أندية هي الهلال والنصر والاتحاد والشباب والأهلي.