يعقد قادة دول «مجموعة العشرين» قمة في سان بطرسبورغ الخميس والجمعة المقبلين، يُرجّح أن يسودها تباين في الأولويات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، إذ يأمل الأول بمناقشة هموم التنمية في الدول الناشئة، فيما يسعى الثاني إلى طرح أزمات الشرق الأوسط، خصوصاً الحرب في سورية. ويُفترض أن يكرّس قادة دول المجموعة القمة لمسائل اقتصادية ومالية، إذ شدد بوتين على وجوب منح النمو أولوية، مذكّراً ب «دخول الاقتصاد مجدداً منطقة خطرة». وقال مصدر ديبلوماسي فرنسي إن أزمة الدول الناشئة «ستشكّل قضية شائكة» في القمة، معتبراً أن احتمال اتساعها «يوجب إجراء مناقشة حول حقيقة نهاية السياسة النقدية المريحة للولايات المتحدة». ويشير بذلك إلى انخفاض قيمة العملة المحلية في البرازيل والهند وتركيا، نتيجة تغيير الولاياتالمتحدة سياستها النقدية، فيما خرجت منطقة اليورو من انكماش. وخلال لقاء تحضيري أخير لوزراء مال دول المجموعة، في تموز (يوليو) الماضي، طلبت البرازيل وروسيا من الولاياتالمتحدة مذكّرة واضحة في هذا الشأن. لكن مصدراً ديبلوماسياً فرنسياً رجّح أن يهيمن على الاجتماع «الحدث الديبلوماسي» في سورية، خصوصاً مع الحديث عن ضربة غربية وشيكة لدمشق إثر اتهامها باستخدام سلاح كيماوي ضد مدنيين. في المقابل، ذكّرت ممثلو الكرملين في «مجموعة العشرين» بأن المسألة «ليست مدرجة في البرنامج». واعتبرت وكالة «رويترز» أن «معضلة» أوباما حول توجيه ضربة عسكرية لسورية، وتأجيله قراراً في هذا الشأن في انتظار موافقة من الكونغرس، «يعني أنه سيكون تحت ضغط» خلال القمة، ويجعله محطّ أنظار العالم، لا بوتين. ورأت أن الرئيس الروسي كان «معزولاً» خلال قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى التي عُقدت في إرلندا الشمالية في حزيران (يونيو) الماضي، بسبب مساندته الرئيس السوري بشار الأسد، مذكّرة بتشبيه أوباما بوتين لاحقاً بأنه «طفل يشعر بملل في الجزء الخلفي من الصف». وحرص بوتين على السخرية من السياسة الأميركية، مذكراً بغزو أفغانستان والعراق. وقال: «علينا تذكّر ما حدث في العقد الماضي، وإشعال الولاياتالمتحدة نزاعات مسلحة في أجزاء مختلفة من العالم». وسأل: «هل سوّى ذلك مشكلة واحدة؟ هل سيكون في مصلحة الولاياتالمتحدة أن تدمّر مجدداً نظام الأمن العالمي، وأسس القانون الدولي؟ هل سيقوي ذلك مكانتها دولياً؟». وفي الوقت ذاته، أعلن يوري اوشاكوف، مستشار الرئيس الروسي للسياسة الخارجية، أن بوتين لم يخطط للقاء مع أوباما، خلال قمة «مجموعة العشرين». وأضاف أن بوتين ينوي «مصافحة» أوباما وقادة آخرين أثناء القمة، لافتاً إلى احتمال أن يتحادثا على هامش أعمالها. وتأتي القمة بعد إلغاء الرئيس الأميركي لقاء مع بوتين كان مقرراً في موسكو، قبل قمة «مجموعة العشرين»، احتجاجاً على منح روسيا لجوءاً موقتاً لإدوارد سنودن، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركي الذي كشف برامج تنصت أميركية على الاتصالات الهاتفية والإلكترونية في العالم.