أطلقت قيادة عمليات بغداد ما سمته «بالوناً أمنياً» لضبط مناطق وطرق العاصمة. وأكد مصدر في قيادة عمليات بغداد ل «الحياة» أن «الإجراءات الأمنية الجديدة لضبط أمن العاصمة وإفشال المخططات الإرهابية دخلت حيز التنفيذ منذ بضعة أيام، وأن ذلك سينعكس إيجاباً على الوضع الأمني في بغداد تحديداً». وأوضح أن «البالون يحمل أجهزة مراقبة وكشف للمتفجرات مرتبطة بشبكة إلكترونية خاصة بعمليات بغداد حيث يقوم فريق أمني بمتابعة وتدقيق أهم الإشارات التي ترسلها أجهزة المراقبة في البالون». وأضاف أنه سيتم في المستقبل «نشر أكثر من بالون أمني في أنحاء متفرقة من العاصمة لضبط الأمن بصورة صحيحة، إذ نجحت أجهزة المراقبة التي يحملها البالون في تشخيص مواقع وتحركات بعض الجماعات الإرهابية ما أدى إلى اعتقالهم أثناء نقلهم للذخيرة الحية لتنفيذ أعمالهم الإجرامية في منطقة البلديات شرقاً». إلى ذلك، أظهرت حصيلة ضحايا أعمال العنف التي أحصتها الأممالمتحدة مقتل أكثر من 800 شخص خلال آب (أغسطس) في العراق، وسط تواصل موجة العنف وارتفاع معدلاتها في عموم البلاد. ورغم انخفاض حصيلة القتلى مقارنة بالشهر الذي سبقه، فإن أعداد الضحايا ما زالت تؤكد تواصل العنف وارتفاع معدلاته مقارنة بالأعوام القليلة الماضية رغم مواصلة السلطات عمليات أمنية لملاحقة الجماعات المسلحة. وأفادت حصيلة بعثة الأممالمتحدة في العراق بأن 804 أشخاص قتلوا و2030 آخرين أصيبوا بجروح جراء أعمال عنف الشهر الماضي في عموم العراق، وهي حصيلة أقل من ضحايا تموز (يوليو) الذي قُتل فيه 1057 شخصاً. يأتي ذلك في وقت حث ديبلوماسيون الحكومة على تطبيق إصلاحات واسعة لتهدئة الغضب بين أوساط الطائفة السنية. واستمرت أعمال العنف أمس، إذ قتل خمسة أشخاص على الأقل وأصيب نحو 20 آخرين، في هجومين منفصلين نفذ احدهما بسيارة مفخخة ضد مسجد شيعي في بلدة طوزخرماتو على بعد 175 كيلومتر شمال بغداد. وأوضح عقيد في الشرطة أن «سيارة مفخخة انفجرت أمام جامع الإمام علي في طوزخرماتو، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 16 آخرين بجروح». وأشار الضابط إلى أن «التفجير وقع أثناء توجه المصلين لأداء صلاة الظهر». وفي الدجيل، 60 كيلومتر شمال بغداد، أفاد مصدر في الشرطة أن «ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب اثنان آخران بجروح إثر انفجار عبوة ناسفة على الطريق العام الذي يربط بغداد بالمحافظات الشمالية. إلى ذلك، أكدت مصادر أمنية وطبية في مدينة الرمادي ارتفاع حصيلة ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف الشرطة مساء أول من أمس إلى عشرة أشخاص. وكانت مصادر أمنية أكدت مقتل خمسة أشخاص عندما فجر انتحاري نفسه ضد دورية للشرطة على طريق في مدينة الرمادي. وأشار المصدر إلى أن «حصيلة التفجير بلغت خمسة قتلى من الشرطة وخمسة مدنيين، بينهم امرأة». ووفق تقرير الأممالمتحدة فإن أعنف الهجمات وقعت في بغداد، لكن محافظات صلاح الدين وديالى والموصل والأنبار ذات الغالبية السنية كذلك سجلت ارتفاعاً كبيراً في مستوى العنف. وأوضح التقرير أن «بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ترصد أثر العنف المسلح والإرهاب على المدنيين العراقيين وفقاً لتفويضها، وتعتمد البعثة على التحريات المباشرة بالإضافة إلى مصادر ثانوية موثوقة في تحديد الخسائر بين صفوف المدنيين. والأرقام التي تصدرها البعثة متحفظة وقد تكون أقل من العدد الفعلي للمدنيين الذين قتلوا وأصيبوا، ويعود ذلك لأسباب مختلفة. وفي الحالات التي يتم فيها الحصول على أرقام مختلفة لحصيلة ضحايا الحادثة نفسها، يتم استخدام الرقم الذي تحققت منه البعثة».