قال الرئيس السوري بشار الأسد إن بلاده قادرة على مواجهة أي «عدوان خارجي»، فيما دعا نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الكونغرس إلى «التعامل بحكمة» مع قرار توجيه ضربة للنظام السوري، قائلاً إن الرئيس باراك أوباما أظهر «تردداً وخيبة أمل وارتباك». وذكرت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا) أن الأسد بحث مع رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي في دمشق أمس «المستجدات المتعلقة بالتهديدات الأميركية لشن عدوان عسكري على سورية، وشدد على أن هذه التهديدات لن تثني سورية عن تمسكها بمبادئها وثوابتها ومحاربتها للإرهاب المدعوم من قبل بعض الدول الإقليمية والغربية وفي مقدمها الولاياتالمتحدة». وتابع الأسد أن سورية «بصمود شعبها المقاوم وتلاحمه مع جيشه الباسل قادرة على مواجهة أي عدوان خارجي كما تواجه يومياً العدوان الداخلي المتمثل بالمجموعات الإرهابية ومن يقف خلفها حيث تحقق الانتصار تلو الآخر وصولاً لإعادة الأمن والاستقرار لكامل ربوع الوطن». ونقلت الوكالة الرسمية عن بروجردي تأكيده «دعم ووقوف إيران قيادة وشعباً إلى جانب سورية في وجه أي عدوان» وأنه «أكد أن شرفاء المنطقة لن يسمحوا بتمرير المخططات الخارجية التي تستهدف دور سورية المقاوم وأمن واستقرار شعوب المنطقة». وزاد: «أي عدوان خارجي على سورية سيكون مصيره الفشل وسيرتد على منفذيه حيث سيكون الخاسر الأكبر من هذه المغامرة الولاياتالمتحدة ووكلاؤها في المنطقة وفي مقدمهم الكيان الصهيوني»، مشيراً إلى أن «الذرائع الواهية التي تستخدمها واشنطن للتهديد بهذا العدوان أصبحت مكشوفة للرأي العام الدولي وأن إيران تنصح جميع العقلاء في هذا العالم بالضغط على الولاياتالمتحدة لتجنيب المنطقة والعالم مخاطر إشعال حروب لن يستطيع أحد السيطرة عليها». من جهته، دعا المقداد الكونغرس الأميركي إلى إظهار «حكمة» في التعامل مع الوضع السوري. وقال لصحافيين في دمشق رداً على سؤال عما إذا كان يتوقع أن يحصل أوباما على موافقة الكونغرس «هذا قرار الكونغرس. أرجو أن يمارس حكمة في التعامل مع الوضع. ومن الواضح التردد والارتباك وخيبة الأمل التي كانت على لسان أوباما يوم أمس. لا يمكن أحداً، سواء كان رئيس الولاياتالمتحدة أو أي رئيس آخر، أن يبرر عدواناً لا مبرر له على الإطلاق». واعتبر المقداد أن سبب «الارتباك أنه لا يوجد أي قاعدة للادعاءات حول استخدام سورية لمثل هذا السلاح»، في إشارة إلى اتهام الغرب النظام السوري باستخدام أسلحة كيماوية في ريف دمشق في 21 آب/أغسطس. ونقلت «سانا» عن مندوب سورية الدائم لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري قوله إن الحكومة السورية تدعو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «إلى الاضطلاع بمسؤولياته من أجل بذل مساعيه لمنع أي عدوان على سورية والدفع قدماً باتجاه التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة في سورية. كما تدعو مجلس الأمن إلى التمسك بولايته والحفاظ على دوره كصمام أمان يحول دون الاستخدام العبثي للقوة خارج إطار الشرعية الدولية». واعتبرت وسائل إعلام سورية حكومية إن قرار أوباما هو بداية «الانكفاء» الأميركي.