قال الناطق باسم حركة «فتح» أسامة القواسمي إن «ثورة الشعب المصري أسقطت مشروعا مشبوهاً كان يقضي بإنشاء دويلة في غزة تمتد الى الأراضي المصرية في سيناء»، في اشارة الى ما قيل إنه تفاهم غير معلن بين حركة «حماس» وجماعة «الاخوان المسلمين» على اقامتها. واعتبر في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة في الحركة أمس أن «ثورة الشعب المصري في 30 حزيران (يونيو) كانت تعبيراً عن وعي وطني وقومي بالقضية الفلسطينية، وحالت بفضل قواها الثورية ويقظة جيش مصر العظيم من دون فصل قطاع غزة عن الوطن الأم». وأشار الى أن «إقامة المشاريع الاقتصادية والتجارية والصناعية، ومنح آلاف الفلسطينيين الجنسية المصرية، وتمكين بعضهم في شكل محدد من تملك أراض في سيناء، كانت الملامح الاولى لمؤامرة متعددة الأطراف هدفت الى حل قضية اللاجئين وقيام دولة فلسطينية على حساب أرض مصر». ورأى أن «اقتطاع قطاع غزة عن الوطن كان هدفاً إسرائيلياً معلناً منذ منتصف القرن الماضي، وجددته اسرائيل اثناء ولاية (رئيس الحكومة الاسرائيلي السابق) آرئيل شارون اذ سعت الى تكريس كيان فلسطيني يكون بديلاً من دولة فلسطينية في الأراضي المحتلة على حدود عام 1967 تمهيداً لإحكام السيطرة على الضفة والقدس وتصفية المشروع الوطني الفلسطيني ومنع قيام دولة فلسطينية». من جهته، جدد القيادي في حركة «حماس» صلاح البردويل اتهام السلطة الفلسطينية وبعض رموز «فتح» بقيادة حملة إعلامية مضللة ضد «حماس» في غزة والتحريض على الفلسطينيين في بعض وسائل الإعلام المصرية، وقال إن ذلك أثر سلباً على الشعب الفلسطيني في غزة، والمعابر وفي مصر. ووصف ادعاء السلطة و «فتح» بأن «حماس» اعتقلت رئيس الجالية المصرية في فلسطين عادل عبد الرحمن الكحلوت أول من أمس «قصة مفبركة»، موضحاً أن الأخير «مواطن فلسطيني حاصل على الجنسية المصرية لجهة أمه ... وأن الأمر يتعلق باتهامات موجهة اليه بتزوير شهادات من أجل الحصول على الجنسية المصرية لمواطنين فلسطينيين في مقابل مبالغ مالية». في سياق متصل، نفت «حماس» اتهامات وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم بمشاركة عناصر من الحركة في أحداث شبه جزيرة سيناء، وقالت إن «هذه الادعاءات عارية عن الصحة، ومحاولة لخلط الأمور وتبرير عملية خنق غزة والتي تمارس من خلال إغلاق معبر رفح في شكل شبه كامل والتدمير الواسع للأنفاق، ما يتسبب في كارثة إنسانية حقيقة». وكان ابراهيم قال في مقابلة مع فضائية مصرية ليل السبت - الأحد إن أشخاصاً من «حماس» وذراعها العسكرية «كتائب القسام» يقفون وراء كل الحوادث التي وقعت في الفترة الماضية في سيناء شمال شرقي مصر، واستهدفت جنوداً مصريين. الانفاق والمنطقة العازلة الى ذلك، قالت مصادر عسكرية مصرية إن الجيش المصري «شرع في إقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع قطاع غزة (14 كيلومتراً) بعرض 500 متر لمنع التهريب والسيطرة على الانفاق». وأضافت ان «سكان المنطقة الحدودية من الجانب المصري تلقوا تحذيرات من الجيش بضرورة اخلاء منازلهم، في وقت دمر الجيش 13 منزلاً في حي الصرصورية (المقابل لحي البرازيل من الجهة الفلسطينية من مدينة رفح) بعد اكتشاف فوهات انفاق بداخلها، كما شرعت جرافات ضخمة بإزالة الأشجار على الحدود في رفح المصرية. وقالت وكالات أنباء إن مئات المصريين من رفح المصرية خرجوا صباح أمس في مسيرات حاشدة احتجاجاً على نية الجيش إنشاء المنطقة العازلة التي تسببت في تهجير عدد من التجمعات السكنية القريبة من الحدود في مناطق صلاح الدين والبراهمة وكندا والبرازيل والصرصورية وغيرها. وقالت المصادر إن الحملة الأمنية التي ينفذها الجيش المصري قرب الحدود نجحت في تدمير غالبية الانفاق المنتشرة على طول الشريط الحدودي والموجودة في مناطق خالية وزراعية، بينما يواجه الجيش صعوبة في كشف الانفاق المحفورة من داخل بيوت مهربين على الحدود في رفح. تفاقم ازمة الوقود على الجانب الآخر من الحدود، تفاقمت الأوضاع في قطاع غزة خلال الأيام الماضية بسبب أزمة الوقود. وقالت مصادر محلية ل «الحياة» إن المهربين لم يتمكنوا خلال الاسبوعين الأخيرين من تهريب البنزين والديزل ومواد البناء وغيرها من السلع والأغذية والأدوية.