تصطف قوارب الصيد الخشبية في خط لا نهاية له على شواطئ المحيط الأطلسي ذات الرمال البيضاء، في بلدة «يوف»، إلى الشمال مباشرة من العاصمة السنغالية دكار. هذه القوارب الملونة بألوان زاهية، جذبت المصمم الإسباني رامون لونش الذي يقول لموقع شبكة «سي أن أن» الإلكتروني، إنه «ذُهل من جمالها». ويشير إلى أنه أراد تحويل هذه القوارب إلى أثاث منزلي مبتكر، وهو يسير بينها على الشاطئ السنغالي. ويفيد: «كنت أسيراً لمشهد الفسيفساء الملونة من خلال النساء اللواتي يبعن السمك، والرجال الذين يصطادونه». ويضيف: «كثير منها كانت قديمة وتضررت بفعل عوامل الملح والشمس، وهجرها أصحابها». وتمحورت فكرة لونش حول استخدام القوارب مع الحفاظ على تاريخ أصحابها، من خلال العمل مع الحرفيين المحليين، لإعطاء نفَس جديد للقوارب التقليدية وتحويلها إلى قطع أثاث مصنوعة يدوياً. وتبعاً لهذه الفكرة، ولدت شركة «أرلانتيك» لتحويل قوارب الصيد، التي لم تعد صالحة للاستخدام إلى قطع أثاث يمكن استخدامها، مثل الكراسي، وطاولات القهوة، وطاولات «بيبي فوت» (طاولة لعبة كرة القدم). وأوضح لونش أن «الأمر يشبه تناسخ الأشياء التي كانت لديها حياة من قبل، حياة في الأطلسي... حياة في أفريقيا». وأضاف: «في كل مرة أرى قطعة من الأثاث، أشعر أن لدي قطعة من الروح ومن تاريخ هؤلاء الصيادين». رحلة تحويل قوارب الصيد القديمة إلى قطع أثاث ليست سهلة، إذ تبدأ من المياه قبالة سواحل السنغال، إلى ورشة العمل في دكار، والعديد من المتاجر في جميع أنحاء العالم. وتنقل بعدها قطع الأثاث إلى برشلونة، ومن ثم إلى مختلف أنحاء أوروبا، فضلاً عن المحال التجارية في مدينتي نيويورك الأميركية، وطوكيو اليابانية.