كشفت مصادر فلسطينية ل «الحياة» أن منظمة التحرير الفلسطينية وفريق المفاوضات الفلسطيني رفضا رفضاً قاطعاً إطلاق الأسرى ال 104 في مقابل استمرار الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة. وقالت إن الفريق الفلسطيني المفاوض والرئيس محمود عباس وافقا على اطلاق الأسرى ال 104 المعتقلين منذ قبل توقيع اتفاق اوسلو في 13 أيلول (سبتمبر) عام 1993 «في مقابل عدم التوجه الى الأممالمتحدة والانضمام الى هيئاتها». وأضافت أن رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض الدكتور صائب عريقات أبلغ قادة الفصائل وممثليها خلال اجتماع عُقد قبل أيام أن «قضية الأسرى غير مرتبطة بالمفاوضات» الجارية حالياً مع اسرائيل. وكان الفريق المفاوض استأنف المفاوضات مع اسرائيل قبل أسابيع قليلة بعد جولات مكوكية عدة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي قدم خطة جديدة للمفاوضات للتوصل الى «سلام اقتصادي» مع اسرائيل. وبعد استئناف المفاوضات، أطلقت اسرائيل في 13 الشهر الماضي 26 أسيراً ممن اعتقلوا قبل توقيع اتفاق أوسلو، على أن تطلق بقية قائمة ال 104 على ثلاث دفعات خلال تسعة اشهر حددها كيري في خطته للتوصل الى اتفاق على قضايا الحل النهائي الست، وهي القدس واللاجئين والاستيطان والحدود والأمن والمياه، فضلاً عن قضية الأسرى. وتابعت أن عريقات قال إنه «نظراً إلى أهمية قضية الأسرى، وافقنا أن نؤجل التوجه الى المنظمات الدولية، وليس صحيحاً ما يقوله المسؤولون الإسرائيليون لأن اطلاقهم لا يرتبط بالاستيطان أو غيره». وأشارت الى أن عريقات أكد أهمية أن «يعود الأسرى كلهم الى بيوتهم، وسنكون قد خناهم إذا أُبعدوا عن بيوتهم، وليست لإطلاقهم علاقة بتقدم المفاوضات من عدمه». وقال عريقات إن «هناك اتفاقاً على إطلاق ال 104 وفق جدول زمني بعدما طلبنا من وزارة شؤون الأسرى والمحررين أسماء الأسرى الواجب إطلاقهم». وأضاف أن رئيسة الفريق الإسرائيلي المفاوض الوزيرة تسيبي ليفني قالت أثناء جلسة مفاوضات إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو «لا يثق بالرئيس عباس، لذا لا يريدون اطلاق ال104 كلهم دفعة واحدة، بل على أربع دفعات». وتوقع عريقات أن «لا تغير اسرائيل موقفها سواء عبر المفاوضات أو من دونها»، مشيراً الى أنه «تم ارسال رسالة خطية الى كيري نبلغه فيها أننا لا نستطيع الاستمرار في المفاوضات في ظل الاستيطان لأنها إملاءات إسرائيلية في ظل المفاوضات». ولفت الى أن الولاياتالمتحدة قدمت «مرجعية خطية للمفاوضات تتضمن القضايا الأساسية وسقفاً زمنياً»، في اشارة الى الأشهر التسعة التي من المفترض التوصل خلالها الى اتفاق شامل. وأوضح أن الدول العربية «وافقت» على تلك المرجعية الخطية، فيما نصحت الدول الأوربية بإعطاء «فرصة» للمفاوضات، وتعهد بعدم التراجع عن قرارها المتعلق بالحدود والمستوطنات. وقال إن روسيا «حريصة على متابعة المفاوضات»، مشيراً الى اتصالات مع دول أميركا اللاتينية واليابان لاتخاذ موقف مشابه لموقف الدول الأوروبية في ما يتعلق بالمستوطنات ومقاطعة منتجاتها وغيرها. ووفق المصادر، فإن عريقات وصف احدى جلسات المفاوضات لمناقشة النقاط المتعلقة بالنشاط الاستيطاني والكتل الاستيطانية، بأنها كانت «صعبة جداً».