أسدل الستار، أمس، على حملة الانتخابات الرئاسية الجزائرية المقررة بعد غد الخميس. وشهد اليوم الأخير من حملة المرشحين الستة، تركيزهم على دعوة الجزائريين إلى التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع، في شكل يعكس مخاوف المرشحين من «المقاطعة». وأطلق أنصار الرئيس المنتهية ولايته عبدالعزيز بوتفليقة مشاهد احتفالية تمهّد لفوزه المتوقع بولاية ثالثة، في مقابل تبريرات بدأ منافسوه في الترويج لها في خطاباتهم للتخفيف من وطأة هزيمة يتوقعها لهم غالبية المراقبين. وتوجه المرشحون الستة في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية بدعوات إلى أنصارهم للتوجه يوم الخميس بكثافة إلى صناديق الاقتراع. وألقى كل من محمد السعيد وعلي فوزي رباعين ومحمد جهيد يونسي خطابات ختامية في ولايات داخلية، بينما فضل الرئيس المرشح بوتفليقة الاختتام في «القاعة البيضاوية» في أعالي العاصمة الجزائرية التي كان منها أعلن ترشحه في 12 شباط (فبراير) الماضي. ومن العاصمة كذلك اختتمت لويزة حنون و موسى تواتي حملتيهما. وفي خطابه أمس، كان لافتاً أن بوتفليقة عرض للنقاش موضوع «العفو الشامل» على الجماعات المسلحة التي ترفض إلقاء السلاح، ولمّح إلى إمكانية تحقيق الخطوة إذ قال «لا يمكن أن يكتمل عفو شامل على هؤلاء المتعنتين في انتهاج العنف... وأي قرار من هذا القبيل لن يتم إلا بشرط عدم تعارضه مع مصلحة الوطن». وستجري الانتخابات تحت أعين مراقبين من الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الافريقي. وذكرت وكالة «رويترز» أن المتمردين السابقين الذين ينفون أي صلة بالعنف الجاري حالياً، يبدون غضبهم من أن عملية المصالحة التي أطلقها بوتفليقة لم تترك لهم مجالاً لدخول المسرح السياسي. وقال مدني مزراق الزعيم السابق للجناح المسلح للجبهة الاسلامية للانقاذ إنه إذا «أردت اقناع متشددي القاعدة» بإلقاء اسلحتهم فيجب تقديم ضمانات بأن المجال السياسي غير موصد. لكنه قال إن بوتفليقة يغلق هذا الباب أمامهم إلى أجل غير معلوم. ونقلت الوكالة الرأي ذاته عن عبدالحق لعيايدة مؤسس :الجماعة الاسلامية المسلحة، إذ أبدى لعيايدة ل «رويترز» تأييده لبوتفليقة لكنه قال إن المطلوب في المقابل السماح بممارسة نشاط سياسي طبيعي. وأضاف ان اغلاق المجال السياسي ليس امراً منصفاً كما انه خطير جداً. ودعا تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» إلى مقاطعة الانتخابات، وقال زعيمه عبدالمالك دروكدال «أبو مصعب عبد الودود» في تسجيل صوتي إن النظام الحاكم في الجزائر يسعى إلى القضاء على «الإسلام الحقيقي»، مشيراً إلى أنه (النظام) «يساند هؤلاء الذين خدعوا الله ورسوله والمؤمنين».