عرض الرئيس اللبناني ميشال سليمان في المقر الرئاسي الصيفي في قصر بيت الدين امس مع نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري شؤوناً برلمانية وحكومية، ثم مع وزير الدولة علي قانصو، التطورات السياسية والحكومية والأمنية والمشاورات الجارية لضبط الأوضاع، كما تناول وفقاً لبيان المكتب الإعلامي الرئاسي، مع كل من النائبين بهية الحريري ونبيل دو فريج، الأوضاع المطروحة على الساحة الداخلية سياسياً وأمنياً وحكومياً. وفي الشأن الحكومي، التقى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام وفداً من حزب «الطاشناق» ضم الأمين العام للحزب آغوب خاتشريان والوزير السابق سيبوه هوفنانيان والنائب آغوب بقرادونيان، الذي أشار إلى أن «الأجواء العامة المتعلقة بتشكيل الحكومة جيدة». ومن زوار سلام رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا في لبنان القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي نقل عنه «حرصه الشديد على تشكيل حكومة إنقاذ ومصلحة وطنية». وفي السراي الكبيرة التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ألان عون، الذي قال: «لمست من الرئيس ميقاتي حرصه على أن تكون هناك حكومة في أقرب وقت وتمنياته بأن تثمر الجهود سريعاً». وعن إمكان عقد جلسة حكومية للبحث في ملف النفط، أجاب: «تحدثت مع الرئيس ميقاتي في هذا الموضوع ولكن لمست منه أنه حتى هذه اللحظة هناك عقبات تحول دون إمكان عقد هذه الجلسة». ودعا عون في حديث لإذاعة «صوت لبنان» إلى «تشكيل حكومة جامعة تضم كل القوى السياسية الممثلة للشعب اللبناني وتدير شؤون لبنان وتضع الضوابط لئلا ينزلق في الفتنة»، وقال: «في مفهوم الحكومة ندعم خريطة الطريق التي وضعها رئيس الجمهورية، ونرى أن المنطق والمصلحة والإنسانية تقول بوجود الجميع على طاولة الحكومة». والتقى ميقاتي عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم، الذي دعا الجميع إلى «التعامل بحكمة لإخراج لبنان من الأخطار المحدقة به قبل أن نصل إلى الهاوية التي ما زلنا على حافتها مع ما يجري اليوم»، لافتا إلى أن «المسؤولية وطنية، وعلى الجميع إدراك ذلك وأولى الخطوات هي قيام حكومة وحدة وطنية لأننا نمر في ظروف استثنائية ولا مجال لشروط من هنا أو هناك»، ومعتبراً أن «المهم اليوم أن نوحد كلمتنا الوطنية ونعمل على جمع الصف الوطني، وهذا لن يكون إلا عبر حكومة شراكة ووفاق وطني تضم الجميع من دون استثناء، ومن دون النظر إلى الخارج أو الأخذ في الاعتبار شروط الخارج أياً تكن». ورأى عضو كتلة «المستقبل» النيابية عمار حوري، أن «كلام رئيس الجمهورية يعكس رغبته في الوصول إلى حلول للأزمة التي نمر بها»، موضحاً في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان، أن «تيار المستقبل طالب منذ اللحظة الأولى بتشكيل حكومة مصلحة وطنية، تهتم بمصالح الناس، كما دعا إلى أخذ الأمور الخلافية إلى طاولة الحوار». وإذ أشار إلى أن «كلام الرئيس سليمان ليس بعيداً من هذا الجو وإن كنا نحتاج إلى مزيد من التفاصيل في شأن ماهية الحكومة الجامعة، كما نحتاج إلى نقاش مع حلفائنا»، رأى «أن كلام رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي طالب فيه الأفرقاء بمزيد من المرونة لتشكيل الحكومة، موجه إلى حزب الله، الذي لم يتراجع عن تمسكه بمواقف متصلبة، ونحن نرفض حكومة سياسية يشارك فيها الحزب». واعتبر المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز أنه «لم يعد من المقبول إطلاقاً استمرار حال الفراغ في السلطة التنفيذية، في ظل ما تواجهه البلاد من تحديات جسام، وبات على المعنيين الإسراع في بت تأليف حكومة جديدة تحظى بتوافق وطني، وتتولى سريعاً العمل على إخراج لبنان من أتون الأزمات المتلاحقة، وأن تكون معبراً لعودة الأطراف السياسيين إلى حوار داخلي مجد، بما يؤمن الاحتضان المطلوب لأجهزة الدولة ومؤسساتها».وأكد في بيان بعد اجتماعه برئاسة رئيس المجلس شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن «الأهمية القصوى والملحة لتفاهم لبناني يحفظ الحد الكفيل بإنقاذ البلاد في زمن العواصف الكبرى التي تهب على المنطقة، والتعالي عن الانقسامات وأسبابها مهما كانت، والتلاقي سريعاً حول ثوابت وطنية تقي اللبنانيين الشر المستطير».