لوس انجليس - رويترز - مساء كل يوم خميس يتقابل لوني بيشوب وليزا كيس لتناول العشاء. مقابل خمسة دولارات لكل منهما، يتناولان نقانق لذيذة تقدمها لهما عربة طعام تقف أمام المحل المفضل لديهما في لوس انجليس. الشاحنة الحمراء التي تحمل اسم «لتس بي فرانك» اي (لنكن صريحين) هي جزء من اسطول متنام من بائعي الطعام المتنقلين الذين يقدمون طعاماً شهياً ومبتكراً، وغالباً ما يكون عضوياً. جذب هذا الاتجاه ممولين يبحثون عن فرص عمل خلال الكساد ومن يبحثون أيضاً عن وجبات رخيصة. تعدّ العربات الجديدة تطويراً لعربات «التاكو» التقليدية التي تبيع اطعمة مكسيكية، بشكل اساسي في مواقع البناء وفي ضواحي تقطنها اعداد كبيرة من ذوي الاصول اللاتينية في مدن أميركية. لكن قوائم الطعام مختلفة تماماً وتجتذب من يهوون الاطعمة المبتكرة والوجبات غير المعتادة مثل شطائر التاكو المحشوة بلحم مشوي على الطريقة الكورية، وبرجر نباتي، وسوتشي، وكعكات صغيرة، وشطائر الايس كريم. وقال بيشوب (46 عاماً) وهو يتناول النقانق «أتمتع بالأكل هنا كما أتمتع في مطاعم ثلاثة نجوم في جميع انحاء العالم، وأوفر مالاً كثيراً». وفي ظل التراجع الاقتصادي يقول توم فورت المحلل في «تيلسي ادفيزوري غروب» في نيويورك، ان من يرغبون في إنشاء مطاعم يواجهون صعوبة في الحصول على تمويل لإقامة مطاعم كبيرة. وتابع ان تكلفة إقامة مطعم متنقل جزء ضئيل من تكلفة اقامة مطعم ثابت، مشيراً إلى ان افتتاح مطعم مشويات مكسيكي يتكلف 900 ألف دولار. بدأت اريكا كوهين (34 عاماً) عملها في سلسلة مطاعم راقية، ولكنها قلصت حلمها بفتح مطعم برغر تقليدي بعدما بدت المخاطر كبيرة في ظل الكساد. واستأجرت وشريكها في العمل شاحنة ضخمة مزودة بمطبخ ونافذة لتلقي الطلبات مقابل 30 ألف دولار. وتقف شاحنتها ذات اللون الوردي التي تقدم شطائر برغر صغيرة، قبالة شارع هوليوود وتجتذب عمالاً مثل لارا يتورياجا التي طلبت شطيرة كوجار تتكون من قطعتين من البرغر الصغير عليهما طبقة من الجبن والفطر الاسود. يستخدم كثير من اصحاب هذه المطاعم موقع «تويتر» على شبكة الانترنت لإبلاغ العملاء بموقعهم التالي. وكان مطعم «كوجي» الذي يبيع شطائر التاكو الكورية ضمن أول المستخدمين للموقع الاعلامي الاجتماعي المجاني. ويقول تاكيشي كيمورا الذي افتتح شاحنته «فيش ليبس» لبيع السوشي الياباني هذا الصيف «المطعم مكان سلبي للبيع. عربة الطعام أكثر نشاطاً». وتضيف سلاسل المطاعم الكبرى بصمتها على هذا الاتجاه. وتستخدم (تاكو بل) المملوكة لشركة (يام براندز) العملاقة التويتر للتعريف بمكان شاحنة ترويجية تجوب الطرق هذا الصيف وتقدم اطعمة مجاناً في رحلتها عبر البلاد. وتقول ميشيل مدريد (29 سنة) وهي تتناول وجبة العشاء ان ملاحقة الشاحنة هو الجانب الممتع في الامر. وتضيف «انه امر مثير ان تخمن». اضافة إلى ذلك، فإن الاتجاه لترشيد الانفاق هو السائد هذه الايام. وقال كام ميسيلي الذي ساهم في بدء تشغيل (العربات الخضراء) التي تقدم اطعمة عضوية عالية الجودة «كان جميلاً ان يكون لديك بطاقة ائتمانية وتسعى لشراء الاغلى. اما الان فالتعامل النقودي هو السائد.» ونجح ميسيلي في تكوين اسطول يضم 11 شاحنة في لوس انجليس ونيويورك وينوي التوسع في ميامي في الخريف ويتطلع للوصول لأسواق مثل اوستن وتكساس وواشنطن العاصمة.