سجلت جراحات التجميل في السعودية ارتفاعاً كبيراً، تصل نسبته إلى 100 في المئة خلال السنوات الأخيرة، وظهر اهتمام الجنسين من الرجال والنساء بجراحات إنقاص الوزن وشفط الدهون، بحسب استشاري تجميل الأنف والوجه الدكتور بشار البزرة (زميل في الكلية الملكية للجراحين)، الذي كشف أن 30 في المئة من زبائن سوق جراحات التجميل في السعودية من الرجال. وقال البزرة ل«الحياة» إن زبائن سوق التجميل في السعودية غالبيتهم من الشباب والمراهقين، بعد أن كان أكثرهم في السابق من كبار السن، موضحاً أن «جراحات تجميل الأنف تصل نسبتها إلى 30 في المئة من الجنسين في المرتبة الثانية بعد جراحات شفط الدهون وشد البطن التي يصل الإقبال عليها إلى نسبة 80 في المئة، غالبيتهم نساء، تأتي بعد ذلك جراحات تكبير الصدر، مشيراً إلى أن جراحات «شد الوجه» هي الأقل شيوعاً في السعودية على رغم شيوعها في العالم». وأوضح البزرة أن أسعار الجراحات التجميلية تراوح بين 10 و30 ألف ريال، بحسب نوع الجراحة، ووفقاً لمعظم الأسعار التي يفرضها أطباء التجميل للجراحة الواحدة، لافتاً إلى أن جراحات تصغير الثدي تعد «الأقل كلفة»، إذ لا تتجاوز 7 آلاف ريال. واعتبر أن سعر الجراحات «منطقياً» إن لم يتجاوز هذا الحد، «وفي المقابل إذا انخفض سعر الجراحة عن المعدل فإنه غير منطقي، لأن ذلك يدل على أن الطبيب لم يقم بأمور ضرورية تتطلبها الجراحة». وأضاف: «جراحات التجميل تتطلب فحوصاً شاملة ضرورية لأي مقدم عليها، كما لا ننسى أجور التخدير وغرفة الجراحات والعلاجات والمضادات الحيوية التي تلي مرحلة الجراحة، والتي تعتبر مرتفعة بسبب المواد المستخدمة في تركيبها، فضلاً عن غلاء المواد المستخدمة في الجراحة من أدوات الخياطة، وعلى سبيل المثال مادة السيليكون يتراوح سعرها بين 2000 و3500 ريال بحسب النوعية، فهناك منتجات كورية وفرنسية وأميركية وإنكليزية، ولكل منتج سعره، فضلاً عن أجر الجراح الذي يأخذ 30 في المئة من كلفة الجراحة. واستدرك البزرة بأن سعر الجراحة المرتفع والزائد على الحد الطبيعي، كأن تتجاوز جراحة شد البطن أو شفط الدهون 30 ألف ريال، يعتبر غير منطقي، وهنا تكون المسألة تجارية». وذكر أن سوق التجميل في السعودية تقوم أغلبها على النساء بنسبة 70 في المئة، وهناك توجه حالي منهن إلى شد البطن بعد الولادات المتكررة، لما تسببه من ترهلات، وكذلك صيحات التجميل بالحقن ك«الميزوثيرابي» وتقشير البشرة والحقن تحت الجلد والبوتكس، إلى جانب شد البشرة بالليزر عوضاً عن شدها بالجراحات التجميلية. «تثدي» الصدر يدخل الرجال عالم التجميل ولفت استشاري تجميل الأنف والوجه إلى أن جراحات التجميل لم تعد قاصرة على النساء، إذ دخل الرجال عالم الجمال وفي شكل لافت. وأضاف: «أكثر جراحات التجميل انتشاراً بين الذكور هي المتعلقة بتصغير الثدي التي تسبب حرجاً كبيراً لبعضهم بسبب مشكلة تثدي الصدر». وعزا مشكلة «التثدي» لعوامل عدة، منها وراثية، أو بسبب الأغذية الحديثة، أو الدواجن المحقونة بالهرمونات، أو بسبب ممارسة معظم الشباب لرياضة رفع الأثقال، وتناول معظمهم هرمونات تسبب نفخاً لمنطقة الصدر، وهو ما يعود عليهم ب«ضرر فادح» في حال ترك هذه الرياضة، إذ يعانون لاحقاً من كبر وتثدي منطقة الصدر، وترهلات وسمنة على المدى الطويل، لافتاً إلى أن جراحات الأنف تندرج ضمن أكثر الأنواع التي يقدم عليها الرجال.