أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي أشار فيها إلى وقوف المملكة ملكاً وحكومة وشعباً إلى جانب الحكومة والشعب المصري «جاءت في توقيت بالغ الأهمية والدقة، إذ كان العالم الخارجي مغيباً في هذه الفترة ولا يدرك على الإطلاق حقيقة الأوضاع في مصر». وقال السفير عبدالعاطي في حديث ل«الحياة»: «إن الموقف السعودي جاء في وقت كان العالم الخارجي يغض فيه الطرف عن الأعمال الإرهابية والإجرامية التي تعرضت لها مصر، والتي تزامنت مع كلمة خادم الحرمين، ومن ثم بدت أهمية الكلمة في أكثر من زاوية أهمها: الثقل الإقليمي للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين، وتوقيت البيان الذي جاء ليبعث برسالة واضحة ومباشرة إلى المجتمع الدولي بأن السعودية بما لها من ثقل إقليمي ودولي تثق تماماً في إرادة الشعب المصري، خصوصاً تعبير الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقوله إن المملكة تقف مع مصر وشعبها في مواجهة الإرهاب»، مضيفاً أن «استخدام السعودية لمفردة الإرهاب في بيانها، كان رسالة إلى العالم الخارجي أن ما يحدث في مصر أعمال إجرامية وإرهابية، وأن ما يسمى بالاعتصامات والمظاهرات السلمية مجرد أكذوبة، وهو ما بدا للعالم الخارجي بعد بث مواد فيلمية وصور فوتوغرافية تؤكد ذلك». وأشار إلى أن «بيان الرئيس المصري المستشار عدلي منصور الذي جاء رداً على كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ثمن في منتهى الوضوح موقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأكد أن مصر لا تدافع عن نفسها فحسب ضد هذا الإرهاب الذي أطل برأسه، وإنما تدافع بطبيعة الحال عن أمتها العربية والإسلامية»، مشدداً على أن «الشعب المصري لن ينسى مَن وقف معه في مثل هذه الظروف، كما أنه لن ينسى أيضاً من وقف ضد إرادته»، منوهاً بدور «الدول التي وقفت وتقف إلى جانب مصر مثل السعودية والإمارات والبحرين والكويت والأردن وفلسطين، وباقي الدول العربية». ورداً على سؤال حول إذا ما كان التحرك السعودي جاء بناء على طلب مصري، قال عبدالعاطي: «موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جاء بمبادرة كاملة منه ومن المملكة، التي تعد ومصر قطبي ومركزي الثقل والاستقرار في المنطقة العربية وفي العمل العربي المشترك، ولطالما وقف البلدان إلى جانب بعضهما البعض، ولا تنسى القاهرة وصية الملك عبدالعزيز لأبنائه ومواقفهم تجاهها، وخصوصاً الملك فيصل رحمه الله حينما قرر حظر تصدير النفط إلى العالم الغربي بعد انحيازه إلى جانب إسرائيل في حرب 73، ما كان له أبلغ الأثر في تغيير مسار الأحداث في هذه المرحلة المهمة، ثم عاد الآن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليكرر ويؤكد مواقف الآباء المؤسسين للمملكة تجاه مصر وشعبها». وحول آلية التحرك المصري الآن قال عبدالعاطي: «إن مصر واجهت ملمات كثيرة، وهي دائماً قادرة على أن تخرج منها بفضل وقوف الأشقاء معها وقت المحن، خصوصاً السعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن وسائر الدول العربية، إضافة إلى موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي بدا جلياً في الأحداث الأخيرة، ما يعني أن مصر تتحرك بظهير عربي قوي وثقة بالنفس مستمدة من إرادة شعبية مصرية قوية ودعم خليجي وعربي».