أظهر «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر إصراراً على المضي في التصعيد حتى النهاية، فدعا إلى أسبوع جديد من التظاهرات تحت شعار «الشعب يقود ثورته»، على رغم فشل الحشد خلال «جمعة الشهداء» أول من أمس في شكل واضح، وهو ما رفض التحالف الإقرار به، زاعماً أن «الملايين انتفضوا» تلبية لدعوته. وقلل التحالف المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي من أثر الحملة الأمنية التي استهدفت قيادات جماعة «الإخوان» على التظاهرات. وقال في بيان إن «اعتقال القيادات لن يفتّ في عضدنا بل يزيدنا إصراراً وتماسكاً في سبيل تحقيق مطالبنا كافة في تمسكنا بالشرعية ورفض الانقلاب وإجراء محاكمة ناجزة لقتلة الثوار». وعلى رغم أن شوارع القاهرة بدت أمس خالية من التظاهرات حتى قرب بدء سريان موعد حظر التجوال في السابعة مساء، كما ظهرت المسيرات ضعيفة جداً في «جمعة الشهداء»، إلا أن التحالف اعتبر أن «جماهير الشعب المصري انتفضت للمشاركة في فعاليات جمعة الشهداء. وخرجت الملايين الهادرة في مختلف المحافظات لتأييد الشرعية». وقال في بيانه إن «كل شوارع مصر شهدت مسيرات غير مسبوقة جابت كل أنحاء المدن والأحياء والقرى والنجوع وسط تجاوب كبير من الشعب». وعدد عشرات المسيرات التي قال إنها خرجت في القاهرة والإسكندرية ومحافظات عدة، قدر عدد المشاركين فيها ب «الملايين». وبدا أن تحالف دعم مرسي مُصر على الانفصال عن الواقع، إذ كان لافتاً ضعف الحشد في تظاهرات الجمعة في شكل غير مسبوق، لكن التحالف رأى أن كثافة الحشود هي ما كانت «غير مسبوقة»، على رغم أن وكالتي «رويترز» و «فرانس برس» قدرتا حجم المشاركة ب «بضعة آلاف» وتحدثتا عن فشل الدعوة. وجدد التحالف تمسكه بمطالبه بعودة مرسي إلى الحكم والدستور المعطل ومجلس الشورى المنحل وزاد عليها «محاكمة ناجزة لقتلة الثوار والقصاص للشهداء». ودعا أنصاره إلى الاستمرار في التظاهر تحت شعار «الشعب يقود ثورته» الأسبوع الجاري، وصولاً إلى تظاهرات الجمعة 30 آب (أغسطس) التي يحشد لها أنصار مرسي منذ أسابيع، وستكون فاصلة في تحديد مستقبل التحالف. وكان قتيلان سقطا في مدينة طنطا في محافظة الغربية أول من أمس وأُصيب عشرات في القاهرة والغربية ومدينة المنصورة في محافظة الدقهلية، قبل أن تستقر الأوضاع الميدانية في شكل كبير أمس. واحتجز أنصار مرسي طاقماً إعلامياً في مدينة حلوان في محافظة القاهرة لساعات طويلة قبل أن يطلقوه بعدما أجبروه على بث فعاليات تظاهرة مؤيدة لمرسي شارك فيها المئات. ووقعت اشتباكات بين أنصار مرسي ومعارضيه في محافظتي المنيا وأسيوط في الصعيد أسفرت عن جرح العشرات. ودفعت المنطقة المركزية العسكرية بقوات تابعة لها إلى محافظات شمال الصعيد للمساعدة في السيطرة على الأوضاع الأمنية في نطاق المنطقة الجنوبية العسكرية. وأعلن الجيش تحريك بعض العناصر المدرعة التابعة للمنطقة المركزية العسكرية لنشرها في محافظة المنيا لدعم قوات التأمين المتمركزة هناك. وقال قائد المنطقة المركزية العسكرية اللواء توحيد توفيق إن «قوات المنطقة المركزية في أعلى درجات الاستعداد والجاهزية لتنفيذ تعليمات وتوجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة بدفع قوات إضافية في أي اتجاه استراتيجي وتنفيذ أي مهمة تكلف بها». وأعلنت وزارة الداخلية ضبط عشرات ممن شاركوا في الهجوم على المقرات الأمنية والكنائس في محافظات عدة عقب فض اعتصامي «رابعة العدوية» و «النهضة» في 14 الجاري. من جهة أخرى، أعادت مصر فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة أمس بعد أيام من إغلاقه بسبب الأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء.