قال بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال بشارة بطرس الراعي ان الوضع في مصر وسوريا يشير إلى وجود خطة تنفذها قوى خارجية "من أجل تدمير العالم العربي". وقال البطريرك اللبناني متحدثاً لإذاعة الفاتيكان "هناك خطة لتدمير العالم العربي من اجل مصالح سياسية واقتصادية ولتأجيج النزاع الطائفي بين السنة والشيعة". وتابع "ان بعض القوى الغربية والشرقية تعمل على اثارة كل هذه النزاعات. اننا نشهد تدميرا تاما لما تمكن المسيحيون من بنائه خلال 1400 عام" على صعيد التعايش السلمي مع المسلمين. ولفت إلى ان المسيحيين "يدفعون ثمن" التدخل الخارجي سواء في مصر او في سوريا. وقال "بعثت برسالتين الى الحبر الاعظم لوصف ما يجري وإنني اتوجه مرة جديدة الى الحبر الاعظم الذي لا يتكلم سوى عن السلام والمصالحة". وفي مصر، لفت الراعي إلى ان احدى القوى الغربية "ساعدت الإخوان المسلمين على الوصول الى السلطة بواسطة مبالغ مالية ضخمة بمليارات الدولارات" بدون ان يسمي هذه القوة. وتشهد مصر ازمة سياسية منذ ان عزل الجيش الرئيس الاسلامي محمد مرسي ما اثار اعتصامات لانصار جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها تم فضها بالقوة وتوقيف عدد من قادة الجماعة. كما اتهم الراعي الأسرة الدولية بلزوم "الصمت المطبق" على ما يجري في العراق حيث قال ان 1.5 مليون مسيحي هربوا من البلاد اثر سقوط نظام صدام حسين. ودفعت اعمال العنف التي ضربت العراق منذ اجتياحه عام 2003، الى هجرة عدد كبير جدا من المسيحيين العراقيين خارج البلاد. وذكر تقرير سابق لمنظمة "حمورابي لحقوق الانسان" العراقية ان عدد المسيحيين انخفض من حوالى مليون و400 الف في 2003 الى قرابة نصف مليون حاليا، ما يعني هجرة اكثر من ثلثيهم. وكان الراعي زار دمشق في العاشر من شباط/فبراير الماضي للمشاركة في تنصيب بطريرك الروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، في زيارة اثارت جدلا واسعا في لبنان المنقسم بين مؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد ومعارضين له. وكانت الزيارة الاولى التي يقوم بها البطريرك الماروني الذي يتخذ لبنان مقرا له، الى سورية منذ نحو 70 عاما. وشهدت العلاقات بين سورية والموارنة في لبنان توترا لا سيما خلال الوجود العسكري السوري في البلد بين العامين 1976 و2005. وقتل 42 شخصا واصيب 500 بجروح الجمعة في انفجارين استهدفا مسجدين في مدينة طرابلس في شمال لبنان، وذلك بعد اسبوع من انفجار مماثل اوقع 27 قتيلا في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تعتبر معقلاً لحزب الله. وعلى الاثر حذر قياديون ومحللون من محاولات لاثارة فتنة سنية شيعية في البلد ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة والمنقسم بحدة حول النزاع في سورية المجاورة.