قال رئيس الهيئة المدنية في قطاع غزة ماهر أبو عوف إن فكرة استقبال المواطنين للسفر عبر معبر بيت حانون (إيريز) شمال القطاع «غير مطروحة»، موضحاً في الوقت نفسه أن «الهيئة رصدت حركة غير طبيعية بعبور نحو 700 عالق من غزة خلال اليومين الماضيين» عبر المعبر. وأوضح أبو عوف لصحيفة «فلسطين» المحلية أن العالقين هم أصحاب الإقامات، والأجانب، والمرضى الذين يعالجون في مصر على حسابهم الشخصي، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يضع قوائم مصنفة حسب معاييره، ولا تعلم هيأته بها. وقال: «شاهدنا حركة غير طبيعية على المعبر (بيت حانون) خلال اليومين الماضيين بتسجيلنا رقماً قياسياً في عبور العالقين من غزة، وبلغ عددهم نحو 700 شخص من المرضى والعائلات وعرب الأراضي المحتلة عام 1948»، عازياً ذلك إلى «مزاجية الجانب الإسرائيلي». وإذا ما كانت ثمة أفكار لفتح معبر بيت حانون أمام المواطنين في غزة للسفر بشكل دائم، قال: «إن هذه قضية سياسية، ونحن كشؤون مدنية لا نتدخل بها». في هذا الصدد، قال وكيل هيئة الشؤون المدنية معروف زهران امس، إن الهيئة طلبت من الجانب الإسرائيلي تسهيل سفر المواطنين العالقين في قطاع غزة عبر معبر بيت حانون لحين فتح معبر رفح، مضيفاً لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن الجانب الفلسطيني لم يتلق حتى اللحظة رداً من الجانب الإسرائيلي، لكنه توقع أن يكون الرد إيجابياً خلال الأيام القريبة المقبلة. وكانت السلطات المصرية أعلنت إغلاق معبر رفح حتى إشعار آخر عقب مقتل 26 مجنداً مصرياً في رفح على يد مسلحين في ما عرف ب «مذبحة رفح 2». وبيّن أنه سيتم وضع آلية محددة لسفر المواطنين من القطاع عبر معبر بيت حانون، منها للضفة الغربية ومغادرتهم عبر معبر الكرامة باتجاه الأردن، وأن هذه الآلية لن تكون متاحة لكل المواطنين. وقال: «الهدف من هذا الإجراء تسهيل سفر الطلاب الدارسين في الخارج حتى لا يضيع عليهم العام الدراسي، ومن يحملون أوراقاً تثبت إقامتهم في الخارج، ولن يسمح لهم بالإقامة في الأردن». وأضاف: «لا توجد مشاكل في قضايا المرضى لأن غالب التحويلات الطبية تكون إلى إسرائيل والضفة». وأوضح أن هذه الآلية يلزمها تنسيق مسبق مع السلطات الأردنية التي تشترط حصول المواطن «الغزي» على إذن دخول مسبق، لافتاً إلى تعاون السلطات الأردنية في مثل هذه الحالات، ومشيراً إلى أنه سيتم الاتفاق على الآليات اللازمة لحركتهم، ربما عبر كشوف معدة مسبقاً بالتنسيق مع الأردن. في هذه الأثناء، أكد وكيل وزارة الخارجية في حكومة غزة غازي حمد خلال مؤتمر صحافي في مقر المكتب الإعلامي الحكومي أمس أن مئات العالقين الفلسطينيين حول العالم ينتظرون فتح معبر رفح للعودة إلى قطاع غزة، مطالباً بتحييد القطاع من الواضع الراهن في مصر. وشدد على أنه لا يمكن أن يكون معبر بيت حانون بديلاً عن معبر رفح بين قطاع غزة ومصر، مطالباً بفتح معبر رفح أمام حركة المواطنين لأن إغلاقه يمثل سجناً كبيراً لقطاع غزة. وأبدى استياء الحكومة من الأكاذيب والتحريض الممنهج ضد قطاع غزة، قائلاً: «نتحدى وجود أي دليل يؤكد تلك الإشاعات».