اقتحم مقاتلو المعارضة موقعاً لقوات نظام الرئيس بشار الأسد في حي جوبر في الطرف الشرقي لدمشق في وقت اندلعت مواجهات في محطة القطارات في حي القدم جنوب العاصمة، وفي وقت طالب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بفتح ممرات إنسانية إلى مناطق جنوب العاصمة التي باتت «مناطق منكوبة». وقُتل أربعة أشخاص بينهم طفل بقصف على سوق في مدينة حلب شمالاً. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة دارت عند جسر الكباس وأطراف حي جوبر وسط «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، ذلك بعدما دارت مواجهات بين حي جوبر وكراجات العباسيين، حيث سقطت قذائف هاون على ساحة العباسيين، وأنباء عن سقوط عدد من الجرحى، مع تعرض المنطقة لقصف جوي. وبث نشطاء صوراً لنشوب حريق ضخم في المدينة الجامعية في حي المزة جنوب العاصمة. وتابع «المرصد» أن قوات النظام قصفت بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة مناطق في حي برزة شمال دمشق «وسط اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في محاولة للأخيرة السيطرة على كامل الحي»، في حين جددت القوات النظامية قصفها من أبراج القاعة على الأحياء الجنوبية للعاصمة بينها مخيم اليرموك الذي يشهد مواجهات بين «لجان شعبية فلسطينية» موالية للنظام ومقاتلي المعارضة. وكان نشطاء أعلنوا نشر قوات النظام صواريخ على أسطح بنايات حي القاعة المطل على مخيم اليرموك. وحاولت قوات نظام الأسد اقتحام مخيم الحسينية من جهات تل خاروف وصهيا والسكة، مدعومة بمسلحين من «اللجان الشعبية الفلسطينية» مع توافر معلومات عن سقوط خسائر بشرية. وفي الدائرة الأوسع، واصلت القوات النظامية قصفها على مناطق في بلدة معضمية الشام جنوبدمشق وسط مواجهات في المنطقة. وطاول القصف مزارع خان الشيح ومناطق في مدينة داريا بين دمشق وهضبة الجولان. وأعلن «الائتلاف الوطني» سائر مناطق ببيلا وبيت سحم وعقربا والبويضة ونجهة والسيدة زينب وسبينة ومخيم اليرموك الواقعة جنوب مدينة دمشق «مناطق منكوبة»، مطالباً الهيئات الأممية وسائر المنظمات الإنسانية والدول الصديقة للشعب السوري ب «التدخل الفوري والعاجل لإنقاذ المدنيين وتأمين إجلاء الجرحى وإغاثة الألوف من السكان والنازحين». وشدد على ضرورة «فتح ممرات إنسانية إلى المناطق المحاصرة كافة». وأفادت المجالس المحلية لمناطق جنوبدمشق، بأن الأوضاع الإنسانية «وصلت إلى حدود كارثية وباتت تستدعي تأمين ممرات إنسانية عاجلة لإدخال الغذاء والدواء في شكل فوري». وأكد ممثلو تلك المجالس أن الحصار المفروض على المنطقة «يمنع إدخال أي مقدار من الإغاثة ويحول دون إخراج الجرحى والمصابين والمرضى والنازحين». وقال «الائتلاف» إن «القمع والإجرام اللذين يمارسهما نظام الأسد بالتوازي مع العجز والتسويف والقلق الذي تفرغ له ساسة الكثير من دول العالم المحورية، يحول المجتمع الدولي إلى شريك كامل في جرائم النظام، بما يوشك أن يحشر الوضع في سورية عند عنق زجاجة، ويكرسه كتهديد للسلم والأمن الدوليين، وهو الأمر الذي يتطلب يقظة حاسمة تقدم العون للمدنيين السوريين وتساهم في حقن دمائهم ونجاح ثورتهم، وضمان تحقيق تطلعاتهم في الحرية والكرامة والعدالة». وبين دمشق والأردن، شن الطيران الحربي غارات جوية على مناطق في درعا، والحي الأوسط في مدينة نوى، وبلدة الحراك وبصر الحرير ما أدى إلى دمار وسقوط جرحى وقتلى. وفي وسط البلاد، قُتل سبعة أشخاص وأصيب عشرات بجروح نتيجة سقوط قذيفة على بلدة أم العمد في ريف حمص. وقال «المرصد» إن قوات النظام قصفت منطقة الحولة في الريف في وقت سقطت قذائف على قرية الزعفرانة. وفي شمال البلاد، شن الطيران الحربي غارتين جويتين على مناطق في بلدة باتبو في ريف حلب، في وقت قُتل خمسة هم أربعة رجال وطفل، وجرح سبعة آخرون بسقوط قذيفة مدفعية من القوات النظامية على السوق الرئيسة في حي طريق الباب. وقُتل مواطن برصاص قناص قرب معبر كراج الحجز في حلب. واستهدفت الكتائب المقاتلة بقذائف مراكز القوات النظامية في ضهرة عبد ربه ما أدى إلى سقوط قتلى، وفق «المرصد» الذي أضاف أن عدداً من القذائف سقط على حي جمعية الزهراء ما أدى إلى سقوط جرحى. كما سقطت قذيفتان من القوات النظامية على حي مساكن هنانو وقذيفة مدفعية على حي بستان الباشا. ونفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقال عشوائي في الحي الرابع في منطقة الحمدانية طاولت عدداً من المواطنين. وفي شمال غربي البلاد، استهدفت الكتائب المقاتلة بقذائف الهاون تجمع القوات النظامية في تل بنصرة جنوب معسكر الحامدية في ريف معرة النعمان ما أدى إلى «خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية» وفق «المرصد». وكان مقاتلو المعارضة اقتحموا معسكر الحامدية قبل أن تستعيد قوات النظام السيطرة عليه قبل أيام، كما بدأوا هجمات على مواقع للجيش النظامي في أطراف مدينة أريحا غرب معرة النعمان.