استعادت قوات نظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلون موالون لها السيطرة على قرى كانت سيطرت عليها المعارضة في ريف اللاذقية غرب البلاد، في وقت اندلعت مواجهات عنيفة بين «لجان شعبية فلسطينية» وبين مقاتلي «الجيش الحر» في مخيم اليرموك قرب دمشق وسط تعرض أطراف العاصمة لغارات جوية. وأكد مصدر عسكري سوري أن الجيش النظامي استعاد السيطرة على كل المواقع التي استولى عليها مقاتلو المعارضة خلال الأسبوعين الأخيرين في ريف اللاذقية. وقال المصدر لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن «وحدات من جيشنا الباسل تحكم سيطرتها على جبل النبي أشعيا والمنطقة المحيطة به بالكامل في ريف اللاذقية الشمالي في إطار ملاحقتها لفلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي تسللت» إلى المنطقة. وتعتبر محافظة اللاذقية نقطة ثقل للطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد. وكانت مجموعات مسلحة معارضة شنت منذ نحو أسبوعين معركة «تحرير الساحل» انطلاقاً من معاقل لها في مناطق نائية في ريف اللاذقية، وتمكنت من السيطرة على حوالى عشر قرى. وذكر مصدر أمني سوري لوكالة «فرانس برس» أنه لم يتبق تحت سيطرة المعارضة المسلحة في منطقة ريف اللاذقية إلا منطقة سلمى الاستراتيجية المحاذية لتركيا والتي سقطت في نهاية 2012. وشنت طائرات حربية أمس غارات على البلدة. من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات النظامية تمكنت من استعادة السيطرة على كافة المراصد العسكرية التي سيطرت عليها الكتائب المقاتلة قبل نحو أسبوعين. كما تمكنت، مدعمة ب «قوات الدفاع الوطني»، من إعادة السيطرة على تسع قرى يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية في ريف اللاذقية الشمالي. وكان «المرصد» أفاد أمس عن إسقاط الكتائب المقاتلة طائرة حربية في منطقة سلمى كانت تشارك في القصف في جبل الأكراد، مشيراً إلى أن «الطيار قفز بالمظلة ويعتقد أن مجموعة مقاتلة أسرته». وفي حمص وسط البلاد، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في أحياء القصور والقرابيص مع ورود أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وأعلنت قيادة «الجيش الحر» أمس أن قواتها نفذت قبل أيام هجوماً على «أحد حواجز قوات الدفاع الوطني التابع لنظام الأسد على طريق عين العجوز - الناصرة غرب حمص، حيث كان يمارس أقذر أنواع التشبيح على سكان المناطق المؤيدة للثورة. ومن سوء الحظ أن قوات الدفاع الوطني اختارت مكان الحاجز قرب أحد الفنادق في تلك المنطقة». وأضاف: «أثناء الاشتباكات بين الطرفين سقط شهداء مدنيون عدة كانوا يقيمون في ذلك الفندق، وعلى أثر ذلك أرسل المجلس العسكري في ريف حمص الغربي بقيادة العقيد مروان نحيلي التابع لهيئة الأركان العامة واللجنة السياسية في قلعة الحصن التابعة لاتحاد أحياء حمص، رسالة عزاء إلى أهالي الشهداء المدنيين الذين قتلوا بطريق الخطأ ومن دون ذنب، وحمل المجلس العسكري قوات الدفاع الوطني المسؤولية الكاملة عما جرى». وشن الطيران الحربي السوري أمس غارات على مناطق في السيدة زينب قرب دمشق. وأفاد «المرصد» أن اشتباكات عنيفة دارت «بين القوات النظامية ومسلحين من اللجان الشعبية الفلسطينية الموالية لها من طرف ومقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف آخر، عند مداخل مخيم اليرموك وفي شارع فلسطين، ووردت أنباء عن خسائر في صفوف الطرفين. وترافقت الاشتباكات مع قصف القوات النظامية لساحة الريجة وشارع ال 15 في المخيم». وكانت قوات النظام نشرت صواريخ على أسطح أبنية حي القاعة المطل على مخيم اليرموك. وبث ناشطون أمس فيديو يظهر تعرض المخيم لقصف جوي. وقال «المرصد» إن «مواجهات اندلعت في حي برزة في محاولة من القوات النظامية السيطرة على الحي وسط أنباء عن خسائر في صفوف الطرفين. كما سقطت قذيفتا هاون شرقي منطقة التجارة في دمشق وترددت أنباء عن سقوط قتيل وجرحى. وتعرضت مناطق في مدينتي سقبا ودوما وبلدتي معضمية الشام وحجيرة البلد لقصف، في حين نفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقال عشوائي في أحياء مدينة قطنا طاولت عدداً من المواطنين». وفي درعا جنوب البلاد، دارت مواجهات على طريق نوى قرب بلدة الشيخ مسكين ترافقت مع قصف من القوات النظامية على المنطقة، فيما استهدفت الكتائب المقاتلة رتلاً للقوات النظامية متجهاً إلى نوى ما أدى إلى إعطاب عدد من الآليات وسقوط قتلى وجرحى. وارتفع إلى ثلاثة هم طفلان ورجل، عدد قتلى القصف على بلدة جاسم. وفي حلب شمالاً، اندلعت مواجهات عند جامع الحسن في حي الشيخ مقصود أدت إلى سقوط قتلى من الطرفين، في وقت قُتل عنصران ينتميان إلى شرطة المجلس المحلي لمدينة حلب، نتيجة إطلاق مسلحين مجهولين النار عليهم في منطقة الشيخ نجار الصناعية. وقال «المرصد» إن قوات النظام قصفت مناطق في مدينة أريحا في إدلب شمال غربي البلاد، بعد أيام على اتفاق بين المعارضة والنظام أدى إلى «خروج آمن» لمقاتلي المعارضة ودخول موالين للنظام إلى المدينة. وبث نشطاء معارضون فيديو يظهر تدمير مقاتلي المعارضة دبابة قرب المدينة. وأعلن تجمع لكتائب مقاتلة «بدء معركة تحرير حواجز منطقة أريحا». واستهدف المعارضون بقذائف الهاون حاجز معمل ناصح جنوب معسكر الحامدية. وأشار «المرصد» إلى اندلاع مواجهات في محيط معسكر الحامدية الذي استعادت قوات النظام السيطرة عليه بعدما اقتحمه مقاتلو المعارضة الأسبوع الماضي. وشنت طائرات غارات على المنطقة وعلى بلدتي الرامي وابلين في جبل الزاوية. وكان خمسة مواطنين هم رجل وطفلان وسيدتان قتلوا نتيجة قصف القوات النظامية بلدة بداما في ريف إدلب.