انتعشت السياحة في المغرب في شكل كبير منتصف الصيف، مستفيدة من عودة المغتربين وارتفاع أعداد الوافدين والسياح المحليين، وتحول وجهات سياحية دولية صوب المغرب، ارتباطاً بحالات عدم الاستقرار التي تشهدها بعض دول «الربيع العربي» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأعلنت مئات الفنادق المصنفة في المغرب عن وضعية «حالة امتلاء بالكامل»، وارتفعت أسعار الإقامة والمنتجعات والشقق السياحية بمعدلات خيالية، وتضاعفت أسعار الوجبات الغذائية والخدمات الفندقية والنقل والترفيه بتدفق ملايين السياح على شواطئ المغرب من السيعدية على الحدود الجزائرية إلى أغادير على المحيط الأطلسي، في أكبر وجود سياحي منذ الأزمة الاقتصادية قبل سنوات. وأبلغت المندوبات السياحية في بعض جهات المغرب عن حالات فائض في عدد المسجلين على قوائم الفنادق والمنتجعات السياحية، وأن بعض السياح يقيمون في شقق مفروشة أو في خيام على ضفاف البحيرات والشواطئ وسفوح الجبال. بل إن المدن الداخلية ذات درجات الحرارة المرتفعة مثل فاس ومراكش وافران سجلت زيادة غير متوقعة في أعداد السياح تراوحت بين 50 و70 في المئة، بينما تجاوزت النسبة 90 المئة في المدن الساحلية مثل طنجة والفيندق وتطوان والحسيمية والجديدة والصويرة والدار البيضاء وغيرها. ورصد المكتب الوطني للسياحة ارتفاعاً في عدد السياح الآتين من بريطانيا وألمانيا وروسيا وفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وشرق أوروبا والجزائر والخليج العربي ومصر وتونس واليابان، ويتوقع أن يفوق الوافدون 10 ملايين شخص للعام بأكمله. وكانت عائدات السياحة قدرت 30 بليون درهم في الشهور السبعة الأولى من العام، وهي عائدات بالعملات الصعبة قد تساعد الاقتصاد على التغلب على بعض شح الموارد وتغطية عجز الميزان التجاري الذي قدر ب113 بليون درهم خلال الفترة ذاتها. وتنفق الرباط حوالى 20 بليون دولار لتطوير شبكة الفنادق والمنتجعات لمضاعفة القدرة الإيوائية إلى حوالى نصف مليون سرير سياحي مصنف قبل نهاية العقد الحالي. وتعتبر السياحة ثاني مورد للعملة الصعبة في المغرب وثاني أكبر قطاع بعد الزراعة إذ تعيش من السياحة مليون أسرة ويوفر القطاع تسعة في المئة من الناتج الإجمالي. واعتبرت بعض المصادر أن انتعاش السياحة المغربية في الصيف، تزامن مع بداية انتعاش في الاقتصادات الأوروبية، التي تشكل مصدر غالبية السياح الأجانب، تضاف إليها حال عدم الاستقرار التي تشهدها دول منافسة مثل مصر وتونس وحتى تركيا، التي استفادت منها السياحة المغربية. وجرى تغيير وجهات سياحية متعاقد عليها سلفاً إلى مدن مغربية بدلاً من مناطق غير مستقرة في بعض الدول العربية والتي يختلف فيها الموقف من السياحة بين مؤيد ومعارض. وتحرص السلطات المغربية على توفير أقصى ظروف الإقامة والأمن والاستمتاع لملايين السياح والذي جاء بعضهم إلى المغرب للمرة الأولى.