أعلنت واشنطن أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيلتقي غداً في واشنطن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات للبحث في تحريك عملية السلام المعطلة وسبل «خفض التوتر في القدس». وأعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي أن كيري سيستقبل وفداً فلسطينياً برئاسة عريقات لإجراء محادثات عن «طريقة المضي قدماً» في عملية السلام المعطلة، وكذلك الوضع في غزة، وسبل «خفض التوتر في القدس». وكان كيري أكد خلال اتصال هاتفي أجراه كيري ليل الجمعة- السبت مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وجوب الحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى، وأهمية الامتناع عن اتخاذ إجراءات استفزازية. كما أعرب عن تحفظه من التفوهات المهينة التي أدلى بها مسؤولون في الإدارة الأميركية ضد نتانياهو أخيراً. وسبق ذلك اتصال هاتفي أجراه كيري مع الرئيس محمود عباس أكد خلاله ضرورة تجنب الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني أي أعمال أو تصريحات من شأنها إشعال الموقف. وكان التوتر الذي تشهده القدسالشرقية منذ أشهر، تصاعد مساء الأربعاء بعد محاولة اغتيال يهودا غليك، احد قادة اليمين المتطرف في إسرائيل، ثم قتل إسرائيل فلسطينياً تشتبه في ضلوعه بهذه المحاولة. وأعلنت إسرائيل إغلاق المسجد الأقصى لتجنب حدوث صدامات، في خطوة اعتبرها الفلسطينيون «إعلان حرب». لكن أعيد فتح الحرم القدسي الجمعة للصلاة التي لم تسمح إسرائيل للرجال الذين تقل أعمارهم عن خمسين عاماً بالمشاركة فيها. كما لم تسمح بدخول المدينة القديمة إلا للنساء والرجال فوق سن الخمسين، ومن يسكن داخل المدينة، والتجار الذين لهم محلات تجارية في القدس، على أن يبرزوا وثائق تثبت ذلك. ودعت خطب الجمعة في مساجد الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزةوالقدسالشرقيةالمحتلة، إلى حماية المسجد الأقصى الذي جرت فيه الصلاة بهدوء، وسط انتشار أمني إسرائيلي كبير. وقدرت الشرطة عدد الذين صلوا في الأقصى بنحو أربعة آلاف. لكن في قلنديا التي تبعد كيلومترات عن القدس، جرح نحو 20 فلسطينياً بالرصاص، حسب الإسعاف الفلسطيني، في مواجهات تلت الصلاة بين نحو 300 منهم والشرطة الإسرائيلية عند الحاجز الواقع بين القدس والضفة على طريق رام الله. ويطلق اليهود على باحة الأقصى اسم جبل الهيكل، ويعتبرون حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الذي يقع أسفل باحة الأقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان عام 70. ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الأجانب لزيارة الأقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى المسجد الأقصى لممارسة شعائر دينية والمجاهرة بأنهم ينوون بناء الهيكل مكانه. وتسمح السلطات الإسرائيلية لليهود بزيارة باحة الأقصى في أوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة فيها. وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن عام 1994 بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس. الرئيس الإسرائيلي إلى ذلك، نشرت صحيفة «يسرائيل هيوم» مقابلة مع الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين قال خلالها إنه يؤيد «البناء في القدس وتوطينها في وضح النهار، وليس من خلال عمليات خطف للقرارات». وفي رده على سؤال هل يعتقد انه يجب البناء اليوم في كل أحياء القدس، بما في ذلك غيلو ورمات شلومو، قال: «هذه أحياء مقدسية ولا خلاف عليها. سيكون من الجيد لو قلنا صراحة لكل المؤيدين لنا في العالم إن هذا الموضوع لا يجب أن يكون مطروحا على الجدول مرة أخرى. يجب الاتفاق على هذا الموضوع مع أصدقائنا، خصوصاً الولاياتالمتحدة، والشرح لهم بأن هذا لا يتم بموافقة نسبة كبيرة من الإسرائيليين». وسئل هل يتخوف من اندلاع انتفاضة في القدس تمتد إلى كل أنحاء الدولة، فرد قائلاً: «يبدو لي أن الجانب الفلسطيني يفهم بأن الانتفاضة قد تكون حابلة بالمخاطر بالنسبة إليه أيضاً. يجب أن نفهم كيف يمكن في اللحظات الصعبة، أيضاً التغلب على الخلافات، وعلى كل طرف إجراء الحساب مع نفسه والعمل على إقناع الطرف الآخر بوجود ما يمكن التفاوض عليه». وقال «إن للفلسطينيين توجهات مختلفة، ولأسفي هناك تنظيمات لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود. لا يهمني إجراء مفاوضات معها شرط أن تقول لي إنها تفاوضني على كيفية التعايش معاً، وليس على كيف تنتظر حتى يقضي علي. هذا سيحدث عندما يقرر الفلسطينيون أنهم يريدون أخيراً التحدث عن حياة تتيح التعاون الكامل والسلام الدائم».