هبطت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام تحت ضغط من صعود الدولار ووفرة إمدادات المعروض في سوق النفط. وتعرض النفط إلى مزيد من الضغط بعد صدور مسح لوكالة «رويترز» يظهر أن منظمة «أوبك» لم تبذل جهداً يذكر لخفض الانتاج هذا الشهر مع أن أسعار النفط واصلت تراجعها لتسجل أدنى مستوياتها في أربعة أعوام. وأظهر المسح أن إنتاج «أوبك» من النفط الخام انخفض في تشرين الأول (أكتوبر) 120 ألف برميل يومياً بسبب تراجع إنتاج أنغولا ونيجيريا، لكن تعافي الإنتاج في ليبيا ونموه في العراق ساعدا في بقاء إنتاج المنظمة قريباً من أعلى مستوى له في عامين الذي سجله في أيلول (سبتمبر). وصعد الدولار إلى أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع الخميس بعد صدور بيانات أظهرت نمو الاقتصاد الأميركي 3.5 في المئة في الربع الثالث متخطياً توقعات السوق بنمو نسبته ثلاثة في المئة. ويؤدي صعود الدولار إلى زيادة كلفة السلع الأولية مثل النفط على حائزي العملات الأخرى ما يؤثر سلباً في الطلب. وبنهاية التعاملات الجمعة تراجع سعر مزيج نفط «برنت» في عقود كانون الأول (ديسمبر) عند التسوية 0.38 دولار أو 0.44 في المئة إلى 85.86 دولار للبرميل. وهبط خام القياس الأوروبي أكثر من عشرة في المئة منذ بداية تشرين الأول في أكبر خسائره الشهرية منذ أيار (مايو) 2012. وانخفض سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي الخفيف عند التسوية 58 سنتاً أو 0.71 في المئة إلى 80.54 دولار للبرميل بعد هبوطه 12 في المئة هذا الشهر في أضعف أداء له منذ أيار 2012. وفاجأ بنك اليابان المركزي أسواق المال العالمية الجمعة بتوسيع برنامجه التحفيزي الضخم ما عزز الأسهم اليابانية لكنه أثار مخاوف بخصوص متانة اقتصاد البلد المستورد للنفط. وعلى رغم تباطؤ الطلب زاد المعروض العالمي ولم تبد «أوبك» أي علامات على أنها ستخفض هدف الإنتاج في اجتماعها المقرر في 27 من تشرين الثاني (نوفمبر). «سوسيتيه جنرال» وقال محللون في «سوسيتيه جنرال» في مذكرة بحثية إن من المتوقع أن تخفض «أوب» إنتاجها ما بين مليون و1.5 مليون برميل يومياً في اجتماعها في تشرين الثاني. ووصف «سوسيتيه جنرال» الخفض بأنه «السيناريو الرئيس» لكنه أكد وجود احتمال بنسبة 30 إلى 40 في المئة أن يبقى الإنتاج من دون تغيير لتترك «اوبك» قوى السوق لتحقق التوازن بين العرض والطلب. ويعزز هذا السيناريو المحتمل توقع «سوسيتيه جنرال» أن يبلغ سعر خام «برنت» 91 دولاراً للبرميل عام 2015. وأضاف معدو المذكرة: «نرى احتمالاً نسبته 50 في المئة للتوصل إلى اتفاق في المحادث النووية مع إيران بحلول الموعد النهائي في 24 تشرين الثاني سيؤدي تدريجاً إلى رفع العقوبات النفطية». ويختلف مقدار التأثر بأسعار النفط اختلافاً كبيراً بين أعضاء «اوبك» فقطر تحتاج إلى ان يبلغ سعر النفط 58 دولاراً للبرميل لتتوازن موازنتها مقارنة ب 136 دولارً في إيران. وتختلف أيضاً الاحتياطات اختلافاً واسعاً فالسعودية لديها احتياطات من النقد الأجنبي والذهب بقيمة 730.5 بليون دولار أما فنزويلا فتبلغ قيمة احتياطاتها 21.2 بليون دولار. المغرب وأوصت الوكالة الدولية للطاقة، في تقرير قدمته رئيسة الوكالة ماريا فاندر هوفن في العاصمة الرباط، المغرب ب «مواصلة حذف الدعم» المادي المقدم لدعم الاستهلاك الطاقي. وقالت فاندر هوفن في عرض ألقته أمام رئيس الحكومة المغربي عبدالاله بن كيران ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة عبدالقادر عمارة: «نوصي المغرب بمواصلة حذف الدعم» المادي المقدم لدعم استهلاك الطاقة. وجاءت هذه التوصية في سياق تقرير أعدته الوكالة الدولية للطاقة بطلب من الحكومة المغربية، وكان الهدف منه وفق بيان لوزارة الطاقة «المراجعة العميقة للاستراتيجية الطاقية الوطنية»، حيث عرضَت نتائجه وتوصياته في مقر وزارة الخارجية المغربية.