تواصلت إجراءات «الأمن الذاتي» في ضاحية بيروت الجنوبية في اليوم الرابع على متفجرة الرويس. وينشر «حزب الله» وحركة «أمل» حواجز لعناصر بلباس مدني على مداخل الأحياء وفي الشوارع الرئيسة على مدار ال 24 ساعة لتفتيش السيارات والمارة بعد استئذان أصحابها بلباقة، والتأكد من أصحاب السيارات المركونة، على أن هذه الحواجز تقابلها في أحياء أخرى حواجز لشبان من الأحياء يحاولون لعب الدور نفسه لكن بحرفية أقل وسط أجواء قلق بدت من خلال تراجع حركة الناس في الضاحية الجنوبية. وتترافق هذه الإجراءات مع إجراءات لقوى الأمن الداخلي التي جددت مديريتها العامة الأمر إلى «قطعات قوى الأمن كافة بتكثيف الاستقصاءات والتحريات وعمليات الرصد والمراقبة، إضافة إلى تسيير الدوريات الأمنية، وإقامة الحواجز واتخاذ الإجراءات الاحترازية المناسبة على مختلف الأراضي اللبنانية»، ودعت المواطنين إلى الإبلاغ عن أي جسم مشبوه. وفيما تواصل القوى الأمنية المعنية والدفاع المدني و «الهيئة الصحية الإسلامية» (حزب الله) رفع الأنقاض التي خلفها انفجار الرويس، فان عدد ضحايا الانفجار رسا أمس، على 30 ضحية بعدما توفي ثلاثة جرحى متأثرين بالجروح البالغة التي أصيبوا بها. وتحول موقع الانفجار إلى مكان لرثاء الأحباء الذين فقدوا. ووضع العريس علي علاء الدين وعروسه فاطمة عجروش إكليل من الزهر في موقع الانفجار للدلالة كما قالا على «استمرارية الحياة في الضاحية» وحيوا «السيد حسن نصر الله». وتوقع رئيس بلدية حارة حريك زياد واكد في تصريح إذاعي، أن تفتح الطرق في محيط موقع الانفجار اليوم، معتبراً أن التدابير الأمنية المشددة على كل مداخل المنطقة هي لأنها مهددة في هذه المرحلة». وأشار إلى «أن لجنة مسح الأضرار المكلفة من الهيئة العليا للإغاثة ستبدأ عملها اليوم بالتنسيق مع الجيش والبلدية لدفع التعويضات سريعاً». سليمان وميقاتي وحض أمس، رئيس الجمهورية ميشال سليمان الأجهزة المعنية «على تكثيف التحقيقات والاستقصاءات في قضية متفجرة الرويس وملاحقة المحرضين والمتورطين في الجرائم التي كشفتها المعلومات الأولية والعمل على اعتقال الفاعلين وإحالتهم إلى القضاء المختص». ونوه سليمان في بيان وزعه المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري «بالجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية المعنية في العثور على سيارة (الناعمة) كانت معدة للتفجير والقتل والتدمير، وفي كشف المعلومات عن المتورطين بإطلاق الصواريخ وزرع المتفجرات». وأمل بأن «يتكاتف اللبنانيون ويتضامنوا على مستوى القيادات والرأي العام لتوفير شبكة أمان واستقرار للوطن، في ظل الاضطراب الذي تشهده دول المنطقة وتدفع ثمنه عنفاً وقتلاً ودماراً». وتابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الإجراءات المتخذة لمنع أي إخلال بالأمن. وعبر من طرابلس عن ارتياحه إلى الإجراءات التي يتخذها الجيش «لضبط الأوضاع الأمنية في المدينة ومعالجة الخروق التي تحصل من حين إلى آخر». وكانت المدينة شهدت هزة أمنية بعد ساعات على انفجار الرويس جرى العمل على تطويقها سريعاً. وشدد ميقاتي على أن «القرارات السياسية المتخذة تعطي الجيش كامل الصلاحية في اتخاذ ما يراه مناسباً في هذا السياق». ودعا قيادة الجيش إلى «تكثيف التدابير المتخذة لإشاعة أجواء الاطمئنان لدى أبناء المدينة الذين أنهكتهم المعارك العبثية». ودعا جميع القيادات والفاعليات في طرابلس إلى «المساهمة في تعميم الهدوء عبر وقف التصريحات والمواقف الانفعالية، لا سيما أن المرحلة الراهنة حافلة بالتحديات». واعتبر ميقاتي أن «التأزم والاصطفاف السياسي، بالتزامن مع شلل المؤسسات الدستورية، بلغا حداً خطيراً جداً يستدعي من جميع القيادات وقفة ضمير والعودة إلى الحوار».وسأل: «أين المصلحة اللبنانية في زج أنفسنا في الصراعات الإقليمية أو الرهان على متغيرات إقليمية لا تبدو ملامحها ظاهرة في الأفق الراهن ولن تكون في مطلق الأحوال لمصلحتنا؟ أليس الأفضل لنا نحن اللبنانيين أن نعود إلى انتهاج سياسة النأي بالنفس وننكب على معالجة قضايانا الداخلية والملف الاخطر النازحين السوريين؟» وأكد أنه «لا يفيدنا أن نتبادل التهم حول المسؤولية عما وصلت إليه الأوضاع، وبداية الحل برأيي تكون في الإسراع بتشكيل حكومة جامعة، يلي ذلك استئناف الحوار الوطني حيال كل الملفات من دون شروط مسبقة». وزار أمس، وفد من الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية موقع انفجار الرويس «للتضامن مع الشعب اللبناني واستنكار الجريمة». وأكد ممثل «منظمة التحرير الفلسطينية» في لبنان فتحي أبو العردات في كلمة «التضامن مع الأهل في الضاحية، ونضع كل إمكاناتنا بتصرف الدولة». وشدد على أن «موقف الفصائل في لبنان واضح، فنحن أعلنا الحياد الإيجابي، ونرفض أي استخدام للساحة اللبنانية من أجل تصفية الحسابات».