تواصل فرق الإغاثة عمليات البحث في أحوال جوية سيئة للعثور على 85 شخصاً فقدوا منذ غرق عبارة في وسط الفيليبين. وتشير الحصيلة الأخيرة للضحايا إلى مقتل 34 شخصاً في غرق العبارة توماس اكويناس التي كانت تقل 831 شخصاً بين ركاب وأفراد طاقم، خلال أقل من ساعة ليل الجمعة - السبت قبالة مرفأ سيبو (وسط الفيليبين) بعد اصطدامها بسفينة شحن. وأعلنت السلطات الفيليبينية أن عدد المفقودين بعد هذا الحادث يبلغ 85 شخصاً. وكانت الأرقام الأولى تتحدث عن 170 مفقوداً. لكن السلطات خفضت هذه الحصيلة موضحة أن هذا الخفض نجم عن عملية تحقق من الأرقام وليس العثور على ناجين. وأوضح نيل سانشيز مسؤول مكتب إدارة الكوارث في سيبو أن عدد المفقودين انخفض بعدما قامت فرق الإنقاذ بالتدقيق في لوائحها ومطابقة هذه القوائم. وقال خفر السواحل الفيليبيني إن حصيلة ضحايا الحادثة بلغت 34 قتيلاً و85 مفقوداً. وتابع أن أكثر من 700 شخص تم إنقاذهم. وكانت الأحوال الجوية السيئة أجبرت السبت السلطات الفيليبينية على وقف عمليات البحث عن المفقودين. ومنعت هذه الأحوال الغطاسين من الوصول إلى السفينة الغارقة حيث قد يكون عدد من المفقودين موجودين، كما قال الناطق باسم البحرية غريغوري فابيك، موضحاً أنه «قد تكون هناك جيوب هواء في بعض القمرات». وأضاف أن وضعاً كهذا يسمح بالبقاء على قيد الحياة لفترة يمكن أن تصل إلى 72 ساعة. وتابع: «يمكننا أن نأمل في العثور على أحياء». وقال سانشيز الذي كان يتحدث من غرفة قيادة العمليات في مرفأ سيبو: «ما زال لدينا أمل لكن علينا أن نكون واقعيين وأن ندرك أن فرص العثور على ناجين ضئيلة». ولا تستطيع السلطات تقدير عدد الذين قد يكونون موجودين في العبارة الغارقة. واستؤنفت عمليات البحث أمس. وقامت سفن البحرية وطواقم خفر السواحل في زوارق مطاطية وصيادو سمك تطوعوا لعمليات البحث، بتمشيط منطقة تمتد ثلاثة كيلومترات مربعة تقريباً في البحر خارج المرفأ. وينتظر ناجون وأقرباء مفقودين في قاعة الانتظار في مرفأ سيبو. وقالت نانيت كونيدسيون (44 سنة) التي نجت بعدما قفزت من العبارة إلى سفينة الشحن لكنها فقدت شقيقتها الكبرى ووالدها البالغ من العمر 71 سنة: «لا يمكنني وصف شعوري. إنه أمر مؤلم لكنني لم أفقد الأمل». وأضافت: «إنني انتظرهما حيين أو ميتين. لن أغادر هذا المكان قبل أن أراهما». وحتى بعد ظهر السبت تم إنقاذ 629 شخصاً، قبل أن تجبر عاصفة المروحيات والمراكب التي كانت تبحث عن ناجين على وقف عمليات بحثها. ووقع حادث الاصطدام ليل الجمعة - السبت في بحر هادئ على بعد كيلومترين أو ثلاثة من مرفأ سيبو. وغرقت العبارة بعد عشر دقائق من ذلك، كما قال مصدر في خفر السواحل. وقال خفر السواحل إن العبارة التي كانت تنقل سيارات أيضاً، غرقت فور اصطدامها بسفينة الشحن. وصرح قائد خفر السواحل في سيبو وينييل ازكونا للصحافيين بأن سفينة الشحن «سولبيسيو اكسبريس 7» التي تقل طاقماً من 36 شخصاً، لم تغرق. وأكدت سلطة تنظيم الملاحة البحرية أن السفينتين خضعتا للصيانة ولا تعانيان من أي مشاكل، مرجحة أن يكون الحادث نجم عن خطأ بشري يتمثل بانحراف واحدة منهما عن مسارها. والعبارات من وسائل النقل الرئيسية في أرخبيل الفيليبين الذي يضم أكثر من 7100 جزيرة ولا سيما لملايين الفقراء الذين لا يستطيعون التنقل جواً. لكن الحوادث البحرية تتكرر فيه خصوصاً بسبب عدم الالتزام بمعايير السلامة والتساهل في عمليات المراقبة والإفراط في حمولات السفن. وفي عام 1987 اصطدمت قبالة مانيلا عبارة تقل أشخاصاً كانوا متوجهين إلى مدنهم للاحتفال بعيد الميلاد، بناقلة نفط صغيرة. وقتل أكثر من 4300 شخص. وفي عام 2008 انقلبت عبارة ضخمة بسبب إعصار في جزيرة سيبويان الرئيسية ما أدى إلى مقتل 800 شخص. ومنتصف حزيران (يونيو) الماضي، غرقت عبارة في ظروف غامضة في أحوال جوية عادية على بعد حوالى كيلومترين من جزيرة بورياس.