اعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا في اربيل الجمعة ان الجيش السوري الحر لم ولن ينسحب من حلب، مؤكدا ان المعارضة لن تسعى الى اجتثاث حزب البعث في سوريا كما حدث في العراق. وقال سيدا في مؤتمر صحافي في عاصمة اقليم كردستان العراق ردا على سؤال حول تقارير تحدثت عن انسحاب المعارضة السورية المسلحة من حلب "لم ينسحب الجيش الحر ولن ينسحب من حلب ونحن على تواصل معهم في سبيل تقديم الامداد لهم ولكافة المدن التي تنتفض ضد النظام". وتواصلت الجمعة الاشتباكات العنيفة في حلب شمال سوريا حيث تحاول القوات النظامية اقتحام حي صلاح الدين. واستطاعت القوات النظامية التقدم نحو 50 مترا داخل حي صلاح الدين فيما تمكن مقاتلو الجيش السوري الحر من السيطرة على حي الاذاعة بالكامل بالاضافة الى بعض مراكز الشرطة والامن، بحسب ما اكد قائد كتيبة نور الحق في الجيش الحر النقيب الطيار واصل ايوب. جاء ذلك في وقت اقرت الجمعية العامة للامم المتحدة بغالبية واسعة الجمعة مشروع قرار بخصوص سوريا طرحته الجامعة العربية يدين استخدام الحكومة السورية الاسلحة الثقيلة وينتقد عجز مجلس الأمن عن التحرك في اطار الازمة الجارية في البلاد. ورأى سيدا ان هذا القرار "يؤكد ان هذا النظام قد فقد شرعيته ولم يعد المجتمع الدولي يؤمن بشرعيته". في موازاة ذلك، دعا سيدا الحكومة العراقية للوقوف الى جانب الشعب السوري. وقال "نحن نأمل وهناك تواصل بيننا وبين الحكومة العراقية ونأمل بأن يتخذ الموقف المنشود وهو الوقوف إلى جانب الشعب السوري". واضاف ان "الشعب السوري لن يتراجع في حال بقاء هذه السلطة وحينئذ ستتوجه البلاد نحو المصير المفتوح على كافة الاحتمالات واذا خرجت الامور عن السيطرة لن تقتصر النتائج الكارثية على الداخل الوطني السوري بل ستمتد الى الجوار الاقليمي والعراق هو الآخر سيتأذى". وتدعو الحكومة العراقية الى حل سلمي للنزاع في سوريا، فيما ترفض تسليح المعارضة وتتحفظ عن عقوبات فرضت على النظام السوري. وفي هذا السياق، اكد رئيس المجلس الوطني السوري "اننا في سوريا لسنا مع اجتثاث البعث، لا نريد تكرار هذه التجربة وانما نقول ان حزب البعث سيعامل كأي حزب آخر بعد انسحاب كامل الامتيازات منه"، في اشارة الى اجتثاث حزب البعث في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين العام 2003. وكان سيدا اجرى في الايام الماضية في اربيل محادثات مع قوى كردية سورية شارك فيها وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو وتناولت انضمام هذه القوى الى المجلس الوطني السوري. واعلن سيدا انه جرى خلال هذه الاجتماعات "التأكيد على اهمية الوحدة الوطنية السورية وضرورة اعتبار القضية الكردية جزءا من القضية الوطنية العامة ونحن اكدنا من جانبنا ان سوريا المستقبل لن يكون فيها مكان للتعصب القومي او الديني او الايديولوجي". وحول رفع علم كردستان في المناطق الكردية في سوريا، قال سيدا ان "رفع العلم الكردي هو للتعبير عن الهوية الكردية ولا يدعو الى الانفصال ولا يوجد اي حزب كردي يدعو في برنامجه الى الانفصال". وتحدث سيدا عن الموقف الايراني من النظام السوري قائلا: إن "المعلومات المؤكدة ان النظام الايراني يدعم النظام السوري بالامدادات والمال، ونحن بهذه المناسبة نتوجه الى المسؤولين في ايران بالقول: ان ما يجري في سوريا هو شأن سوري داخلي والثورة السورية كانت نتيجة الاحتياجات الداخلية في سوريا". على صعيد متصل أجرى العميد السوري المنشق مناف طلاس محادثات مع مسؤولين كبار في وزارة الخارجية التركية في أنقرة، لم يتم الإفصاح عما دار فيها. ونقلت صحيفة "حرييت" التركية امس عن مصادر أن طلاس وصل بعد ظهر أمس الجمعة إلى أنقرة في زيارة غير معلن عنها مسبقاً آتيا من اسطنبول حيث عقد اجتماعاً مطولاً في مقرّ وزارة الخارجية. ونقلت عن مسؤول دبلوماسي رفيع المستوى رفض الكشف عن اسمه أن طلاس التقى مسؤولاً كبيراً في وزارة الخارجية رفض الإفصاح عن هويته، كما رفض الإجابة عما إذا كان طلاس التقى وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو. وقالت الصحيفة إن لقاءات طلاس هي جزء من مسعاه للحصول على دور في سوريا بعد حقبة الرئيس بشار الأسد. وكان داوود أوغلو استقبل طلاس على مأدبة إفطار في 26 تموز/يوليو الماضي. وامتنع المسؤولون الأتراك حتى الآن عن إعلان دعمهم لطلاس ولكن الصحيفة قالت إن تركيا ترى إيجابيات في شخصية لديها خبرة سنوات على منشقين عاشوا في المنفى لسنوات طويلة. وكان مناف، نجل مصطفى طلاس، وزير الدفاع في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد انشق عن النظام الشهر الماضي.