في 15 نيسان (أبريل) 1912، غرقت أكبر باخرة آنذاك واسمها «تايتانيك»، إثر اصطدامها بكتلة ثلجية ضخمة، فقتل حوالى 1500 من ركابها. ولا تزال هذه المأساة تثير بلبلة في الأذهان على رغم مرور أكثر من 100 سنة على وقوعها، كما أن المخرج السينمائي جيمس كاميرون قدَّم فيلماً عن الحادثة عام 1997. وتشهد باريس حتى نهاية أيلول (سبتمبر) المقبل، معرضاً ضخماً يخص الباخرة فوق أرض معارض «بورت دو فرساي»، يتبعه مزاد علني لطرح كنوز ثمينة أخرجت من بقايا السفينة في أعماق البحار للبيع. يحصل الزائر فور دخوله إلى المعرض، على تذكرة طبق الأصل لتلك التي كانت في حوزة المسافرين في الدرجة الأولى فوق ظهر «تايتانيك» الأصلية في يوم 10 نيسان 1912، وهو اليوم الذي غادرت فيه الباخرة ميناء ساوثهامبتون في إنكلترا متجهة في رحلتها الافتتاحية إلى ميناء نيويورك. ولا تمنح بطاقة السفر وحدها الزائر انطباعاً بأنه عاد إلى عام 1912، بل الديكور الداخلي للمعرض والمصمم على غرار الباخرة بكل فخامته، إضافة إلى الكبائن الخاصة بالدرجة الأولى التي كانت توفر الراحة المثالية للسياح بفضل مساحاتها الخيالية. كما يمكن لزائر المعرض التجول في كبائن الدرجتين الثانية والثالثة، وثمة فارق كبير بينهما وبين الأولى من حيث المساحة والأناقة، خصوصاً أن كبائن أو «صالات» الدرجة الثالثة التي كانت تتسع لعشرة مسافرين لم تكن مزودة بحمام. وغير هذه التفاصيل التي تبهر عين الزائر، ثمة المتحف الذي لم يكن موجوداً فوق الباخرة أساساً، والذي أسسته إدارة المعرض لتقدّم فيه للزائر الكنوز التي أخرجت من بقايا السفينة، وهي ممتلكات الأثرياء الذين كانوا على متن الباخرة. ولدى الاطلاع على المستندات المعروضة يكتشف الزائر أن مجلداً يخص «رباعيات الخيام» مرصعاً بالألماس، كان ضمن محتويات الباخرة، ولم يعثر عليه.