نيويورك - رويترز - على رغم مرور مئة عام على غرقها في رحلتها الأولى، ما زالت سفينة الركاب الفخمة «أر أم أس تايتانيك» تشغل ألباب الناس والكتاب والسينمائيين لما حملته من حكايات حب وقصص درامية حوّلت الحادث إلى أسطورة يحيط بها كثير من السحر. هذا السحر لم يجذب مشاهدي فيلم «تايتانيك» الشهير لجيمس كاميرون فحسب، بل تعداهم إلى صحافيين في «لايف بوكس» أصدروا أخيراً كتاباً بعنوان «تايتانيك: الكارثة التي هزت العالم»، يتضمن صوراً وروايات عن السفينة وكثيراً من تلك الشخصيات بين ركابها التي شغلت العالم منذ مئة عام. وقال روبرت سوليفان مدير تحرير «لايف بوكس» في نيويورك: «عدد من أغنى أغنياء العالم ركب «تايتانيك» من فرنسا وبعض أفقر الناس ركب من إيرلندا ونجا خليط من هذا وذاك. اتضح أنها حَوت مجموعة مذهلة من القصص». وقد غرقت «تايتانيك» في 15 نيسان (أبريل) عام 1912 ولقي 1517 شخصاً حتفهم بعد 3 ساعات من اصطدام السفينة بجبل جليد. ويبدأ الكتاب ببناء السفينة «رويال ميل شيب تايتانيك» كواحدة من بين ثلاث سفن تبنيها شركة الخطوط الملاحية «ستار لاين» لبدء حقبة جديدة من الرحلات البحرية الباذخة. وكانت توفر تذاكر من الدرجة الأولى لركاب أثرياء في رحلتها الأولى التي انطلقت من ساوثهامبتون في إنكلترا في طريقها إلى نيويورك، مروراً بشيربور في فرنسا وكوينز تاون في إيرلندا. وكان ركاب آخرون يقيمون في أماكن أقل راحة وأكثر بساطة. وبالنسبة إلى كثيرين انتهى هذا الفصل الطبقي حين غرقت السفينة في المياه. ويتضمن الكتاب صوراً رائعة لرجل الدين الإيرلندي الأب فرانك براون الذي ركب السفينة في ساوثهامبتون ومنها إلى شيربور، ثم غادرها في كوينز تاون قبل أن تتجه «تايتانيك» إلى المحيط لتغوص في أعماقه. ويتحدث الكتاب بالتفصيل عن الاصطدام المشؤوم للسفينة بجبل الجليد ومحاولة إرسال نداءات استغاثة بالجهاز اللاسلكي الذي كان في ذلك الوقت من المخترعات الحديثة. وفي نهاية المطاف أصاب الذعر الركاب حين أدركوا أنه لا يوجد في السفينة قوارب نجاة تكفي جميع الركاب، وأن السماح بركوب النساء والأطفال أولاً يعني أن عدداً كبيراً من الرجال سيموتون. وكان من بين هؤلاء أسيدور ستراوس وهو أحد مُلاك متجر ميسي وزوجته آيدا التي قررت أن تموت معه. وأنقذ مئات الركاب الذين استقلوا العدد القليل المتاح من زوارق النجاة السفينة «كارباثيا»، وكان قبطانها يدعى آرثر هنري روسترون، بعد ساعات معدودة من غرق «تايتانيك»، لكن كثيرين لم يصمدوا وماتوا في مياه المحيط الأطلسي المتجمدة. ويضم الكتاب أيضاً صوراً التقطت خلال عدد من المهمات التي نظمت على أثر اكتشاف موقع السفينة الغارقة بعد مرور 73 سنة على غرقها على عمق 3797 متراً تحت سطح الماء.