سمعنا قديماً عن وزير الدفاع البريطاني جون بروفيومو والغانية كريستين كيلر، وعن الرئيس جون كنيدي وأخيه وزير العدل روبرت وما مارسا مع عشرات النساء، بينهن مارلين مونرو، وعن الرئيس بيل كلينتون والمتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي (وسمعنا أخيراً تسجيلاً وصوتُ المتدربة فيه يحاول أن يغري الرئيس بلقاء). لعل أفضل مَنْ شرح موضوع الفضائح الجنسية في الغرب كان البليونير السير جيمس غولدسميث، فهو قال إنه عندما يتزوج الرجل عشيقته تقوم «فرصة عمل» لواحدة أخرى، بمعنى أنه يفتش عن عشيقة جديدة له بعد أن أصبحت العشيقة السابقة الليدي انابيل بيرلي زوجته. خلال شهر الصوم الكريم كانت هناك «فضيحة اليوم» في كل بلد غربي، من أوروبا إلى الولاياتالمتحدة، وتراكمت الأخبار على مكتبي من دون طلب إطلاقاً، فهي جاءتني عبر مصادر الأخبار التي أستعملها كل يوم، وتشمل بالإضافة إلى الميديا التقليدية والجديدة مراكز بحث عالمية. وأردت أن أكتب عن الموضوع لأننا دائماً متهمون بفضائح حقيقية ووهمية، ثم أخرته الى ما بعد رمضان. في إيطاليا دينَ رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني، وهو بليونير يسيطر على جزء مهم من الميديا الإيطالية، بممارسة الجنس مع قاصرات كانت بينهن كريمة (روبي) المحروق، وهي مغربية الأصل. في فرنسا يواجه دومنيك ستراوس-كان، الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي، تهماً جديدة بالتحرش والجنس مع مومسات، وقرأت أنه توصل إلى تسوية مع الخادمة التي اتهمته باغتصابها في أحد فنادق نيويورك. أما الرئيس فرنسوا هولاند، فهو يقيم مع عشيقته فاليري تريروايلر بعد أن كان أنجب أربعة أطفال من سيغولني رويال، المرشحة السابقة للرئاسة الفرنسية. وقرأت أن فاليري كانت على علاقة جنسية مع باتريك ديفيدجيان، وهذا وزير اقتصاد سابق، أثناء زواجها الثاني من دنيس تريروايلر، كما أنها اتهمت نيكولا ساركوزي بالتحرش بها في قصر الإليزيه. في بريطانيا هناك اللورد شيخ، وهو أعلى مستشار مسلم لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، ومع أن عمره 72 سنة، فقد وقع في غرام خادمة عمرها 45 سنة، وذهب معها سراً إلى أوزبكستان، ووعدها بالزواج ثم نكث بوعده، وعندما سمعت زوجته شايدا بغرامه ذهبت إلى المقهى حيث تعمل الخادمة وأخذت تصرخ وتهدد، وهي الآن تريد الطلاق من اللورد القليل الأدب. والبليونير تشارلز ساتشي (ساعاتي) وزوجته نايجلا لوسون انتهيا بالطلاق بعد أن أحكم قبضة يده على عنقها في مطعم. الولاياتالمتحدة متقدمة على بقية العالم في الحروب الخارجية والتكنولوجيا... والفضائح الجنسية. وأريد أن أعيد اليوم باختصار شديد قصة سبق أن رويتها، لأنني أجدها مهمة جداً، فالالتزام الأميركي الكامل بإسرائيل بدأ مع الرئيس ليندون جونسون الذي كانت له عشيقة يهودية أميركية اسمها ماتيلدا كْريم، أقامت في البيت الأبيض معه بمعرفة زوجها المنتج السينمائي في هوليوود، وجونسون أيقظها من النوم وبلغها أن حرب 1967 بدأت، وجماعتها كتبوا له خطابه عن الموقف الأميركي من الحرب. أختصر التاريخ إلى يومنا هذا، فعضو الكونغرس الديموقراطي السابق أنطوني واينر يحاول العودة إلى الحياة السياسية بعد أن كان استقال عندما تبين أنه أرسل إلى نساء «تكستات» فاحشة بينها صور عارية له. الآن هو عرض نفسه مرشحاً لرئاسة بلدية نيويورك، والاستطلاعات تُظهر أنه متقدم على منافسيه. وهذا مع ثبوت أنه عاد إلى «التكستات» الفاحشة بعد إعلانه توبته، وبعد أن وقفت إلى جانبه زوجته هوما عابدين، وهي مسلمة كانت مستشارة رئيسية لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. حاكم نيويورك السابق ايليوت سبيتزر ضبِط في فضيحة مع مومسات ولا أشرح، واستقال، وهو الآن يريد العودة الى الحياة السياسية عن طريق الترشح لوظيفة المدير المالي لمدينة نيويورك، وتنافسه «المدام» كريستين ديفيس التي سُمِع اسمها أيام فضيحته. ثم هناك رئيس بلدية سان دييغو بوب فيلنر، وهو عضو سابق في الكونغرس، شكت من تحرشه سبع نساء، بينهن واحدة كانت برتبة أدميرال في البحرية الأميركية وأخرى عميدة كلية في جامعة، وهو يرفض الاستقالة. ثلاث فضائح بسعر واحدة. أوكازيون على الطريقة الأميركية. ثم يتحدثون عن فضائح الآخرين. [email protected]