أعادت أجواء التهديد الإرهابي والتدابير الأمنية المشددة في بلدان عدة والمخاوف من هجوم يحتمل أن ينفذه تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، الذي يتزعمه اليمني ناصر الوحيشي، إلى الأضواء مجدداً، وجه الإرهابي إبراهيم حسن العسيري، الذي تقول أجهزة الاستخبارات الغربية إنه صانع قنابل «القاعدة» ومبتكر قنبلة «المؤخرة» التي تُغرس في سروال مفجرها الانتحاري أو في مؤخرته. والقنبلة التي تُزرع داخل أعضاء الجسد، بحيث لا تكشفها أجهزة التفتيش في المطارات، وهي القنابل التي دأب الإعلام الأميركي والغربي على وصفها ب«القذرة». فيما ذكرت أنباء أن الرئيس باراك أوباما ترأس شخصياً اجتماعات عدة لاتخاذ قرار في شأن تصفية العسيري. كما أنه يتلقى تقارير منتظمة عنه. وكان العسيري جرّب أول ابتكاراته في شقيقه عبدالله الذي نفذ عملية انتحارية فاشلة استهدفت في 2009 اغتيال مساعد وزير الداخلية آنذاك الأمير محمد بن نايف (وزير الداخلية حالياً) في قصره. وتعددت محاولات العسيري لتشمل إخفاء قنابله المصنوعة من مادة «بي إي تي إن» في عبوات الأحبار الخاصة بطابعات كومبيوتر، التي وضعت ضمن طردين أُرسلا على متن طائرتين كانتا في طريقهما إلى الولاياتالمتحدة، وكان ينوي تفجيرهما باستخدام هاتف نقال، والطائرتان تحلقان في الأجواء. وسبقت ذلك محاولة العسيري إخفاء قنبلة في سروال الطالب النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب لتفجيرها على متن طائرة أميركية كانت في طريقها إلى مطار ديترويت ليلة عيد الميلاد عام 2009، ولم يتضح بعد فشل المحاولة إن كان الخطأ يُعزى إلى عيوب في تصميم العسيري، أم أنه كان خطأ المنفذ النيجيري. وكانت السعودية أدرجت العسيري ضمن قائمة المطلوبين أمنياً في شباط (فبراير) 2009، وهو من مواليد الرياض. وتشير دوافع استخبارية إلى أنه يتصدر قائمة الأهداف التي تتصيدها طائرات «الدرون» الأميركية التي تطير بلا طيار في اليمن، ويصفه الأميركيون بأنه الأخطر خبرة بين عناصر «القاعدة» في اليمن. وذكرت مجلة نيوزويك الأميركية أنه على رغم أن التهديدات والهجمات الإرهابية في اليمن سلطت الضوء على زعيم «القاعدة» هناك ناصر الوحيشي، الذي تمت ترقيته أخيراً ليصبح الرجل الثاني في قيادة التنظيم الدولي ل«القاعدة»، إلا أن العسيري هو أكثر من يثير قلق مسؤولي مكافحة الإرهاب الأميركيين والغربيين. وأشارت المجلة إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يتلقى تقارير منتظمة عن العسيري. ونسبت إلى مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، لم تكشف اسمه، قوله إن أوباما ترأس اجتماعات عدة بحثت في ما إذا كان يتعين قتل العسيري أو تحييده. واستعصى العسيري مراراً على أجهزة الاستخبارات التي تتقصى أماكن وجوده، على رغم أن طائرة «درون» أميركية تطير بلا طيار نجحت العام الماضي في قتل أحمد سعيد سعد، وهو طبيب سوري كان يتعاون مع العسيري في شأن خطط الأخير لغرس قنبلة في جسد انتحاري.