شهد التعليم العالي في المملكة خلال الأعوام الماضية تطوراً ملحوظاً، وذلك ابتداءً من إنشاء المدن الجامعية داخل مناطق المملكة، ووصولاً لتحقيق كل الرغبات في القبول الجامعي، إذ أعلنت وزارة التعليم العالي أخيراً عن تحقيق النسبة المطلوبة في تلبية مطالب خريجي الثانوية العامة في مختلف التخصصات الجامعية. ويظل برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث، واجهة التطور الذي تعيشه المملكة في التعليم العالي، فبعد 9 أعوام من صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بإطلاق برنامج الابتعاث في 1426ه، والبرنامج يحقق قفزات متتالية في حقل التعليم العالي في المملكة. وتؤكد وزارة التعليم العالي في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أخيراً، أن رؤية البرنامج هو «إعداد أجيال مميزة لمجتمع معرفي مبني على اقتصاد المعرفة»، وأن رسالته تكمن في «إعداد الموارد البشرية السعودية، وتأهيلها في شكل فاعل، لتصبح منافساً عالمياً في سوق العمل ومجالات البحث العلمي ورافداً مهماً في دعم الجامعات السعودية والقطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المميزة». وترى الوزارة أن من أهم أهداف البرنامج هو سعيها الدائم لابتعاث الكفاءات السعودية المؤهلة للدراسة في أفضل الجامعات في مختلف دول العالم، والعمل على إيجاد مستوى عال من المعايير الأكاديمية والمهنية من خلال برنامج الابتعاث، وتبادل الخبرات العلمية والتربوية والثقافية مع مختلف دول العالم، وبناء كوادر سعودية مؤهلة ومحترفة في بيئة العمل، ورفع مستوى الاحترافية المهنية وتطويرها لدى الكوادر السعودية. ويقول وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري عن النهضة التي تشهدها المملكة في مجال التعليم العالي: «يعتمد تقدم كل أمة على مدى ما تحققه من بناء وتطوير لمواردها البشرية، ويمثل التعليم العالي أهم وسائل إعداد الموارد البشرية، وهو ما يمثل استثماراً استراتيجياً لكل بلد، ومن خلال برامج التعليم العالي تتمكن كل أمة من سد حاجاتها من القوى العالمة والأيدي الماهرة التي تتطلبها سوق العمل والحاجات التنموية الوطنية، ويشهد التعليم العالي في جميع أنحاء العالم كثيراً من التغييرات والتحولات والتحديات التي تقتضيها التطورات التقنية والمعلوماتية والحضارية المعاصرة». وأضاف: «يتمثل التحدي الحقيقي اليوم لمؤسسات التعليم العالي الجامعي في تطوير اقتصاديات المعرفة التي تمثل «الاقتصاد المبني في شكل مباشر على إنتاج ونشر واستخدام المعرفة والمعلومات في الأنشطة الإنتاجية والخدمية المختلفة، ولتحقيق ذلك سعت الوزارة إلى توجيه منظومة التعليم العالي السعودية لعقد شراكات حقيقية مع قطاع العمل، بحيث تكون الجامعات مراكز بحثية لإنتاج المعرفة، وذلك بتطوير البرامج وأساليب تقديمها لتزويد طالب اليوم بالمعرفة والمهارات اللازمة التي تمكنه من دخول سوق العمل المعتمدة على اقتصاديات المعرفة». وتابع: «في المملكة العربية السعودية، تحققت للتعليم العالي قفزات نوعية وكمية استرعت انتباه المهتمين بشؤون التعليم العالي في مختلف دول العالم. وأدخلت وزارة التعليم العالي تغييرات جذرية للوصول إلى هيكلة جديدة للجامعات في بلادنا الغالية، بحيث تتناسب مع توجهات سوق العمل السعودية والعالمية، عبر مجموعة من البرامج والإجراءات، والخطط القصيرة، والمتوسطة والطويلة المدى، لتشمل عدداً من المحاور، أبرزها سبعة محاور هي: القبول والاستيعاب، المواءمة، الجودة، التمويل، البحث العلمي، الابتعاث، وأخيراً التخطيط الاستراتيجي». وأكد الوزير العنقري أن من خطوات تنويع مصادر المعرفة في إعداد الموارد البشرية، جاء برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، مضيفاً: «خصصت الدولة أكثر من سبعة بلايين ريال للابتعاث للجامعات المرموقة في عدد من الدول المتقدمة على مدى خمسة أعوام فقط، ولأن البحث العلمي مكمل للنشاط التعليمي ورافد مهم له في الجامعات بصفته ركيزة التطوير والتقدم في كل مجالات العلوم، ولكونه وسيلة ترسيخ مفاهيم اقتصاد المعرفة المثلى، سعت الوزارة لتعزيز دور الجامعات في خدمة البحث العلمي من خلال تطوير مراكز البحث العلمي فيها، ومن أنماط التطوير الحدائق العلمية وحدائق التقنية وحاضناتها، ومنها وادي الظهران للتقنية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومشروع كسب بجامعة الملك سعود، ومشروع الحديقة العلمية المتطورة بجامعة الملك عبدالعزيز». وزاد: «للاستمرار في تطوير منظومة التعليم العالي السعودي، شرعت الوزارة في إعداد خطة استراتيجية مستقبلية للتعليم الجامعي لل 25 عاماً المقبلة، وهو المشروع الذي اتخذ اسم مشروع آفاق». ونوه وزير التعليم العالي بدعم خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير مقرن بن عبدالعزيز للتعليم العالي في المملكة. يذكر أن عدد المبتعثين السعوديين عبر البرنامج وصل إلى أكثر من 148 ألف طالب وطالبة، كما تخرج منه منذ 2007 حتى 2013 أكثر من 47 ألف مبتعث ومبتعثة يدرسون في أرقى الجامعات الدولية.