أهدت الأمطار الغزيرة خلال الأيام الماضية أهالي جازان (في أقصى الجنوب الغربي للسعودية) عيدية استثنائية، نظراً الى الجفاف الذي عانته المنطقة الجنوبية خلال السنوات الأربع الماضية، فضلاً عن ظهور دودة «بنت المطر» التي يتفاءل بها أهالي المنطقة، ويرون في لونها الأحمر رمزاً للحب والسلام. اشتاق الأهالي إلى رؤية «بنت المطر» التي يسميها البعض أيضاً «جدة المطر» بعد غياب طويل، فهم لم يشاهدوها وفق أحمد عطيفة أحد سكان قرى وادي جازان منذ 2009، وهي فترة شهدت تراجعاً في نسبة هطول الأمطار على المنطقة، مشيراً إلى أن الحشرة الصغيرة تسمى في عدد من المناطق الأخرى «جدة المطر». وتكتسب «بنت المطر» تسميتها ورمزيتها للحب والسلام من لونها الأحمر، وحركاتها اللافتة في التربة المبللة بالأمطار الغزيرة. ويضيف عطيفة: «شكلها ولونها مختلفان عن نظيراتها من الحشرات الرملية، لذلك يتفاءل سكان المنطقة بظهورها». ولا يكتفي الأهالي بالتفاؤل بظهور «بنت المطر»، بل يبادلونها مشاعر الحب والفرحة التي تشيعها بين الفلاحين، ويقدمون لها هدايا رمزية تسمى كسوة وهي قطعة صغيرة من القماش، أو خيطاً من الحرير تقديراً لها، لأن حياتها قصيرة جداً، ولا تتعدى أربعة أيام. لذا يجدّ الكبار والصغار في البحث عنها إذا خرجوا لنزهة في الرمال أو في المزارع، لا سيما في ساعة هطول الأمطار، فهم يجدون من الممتع مراقبتها وحملها على الكفوف قبل أن يعيدوها إلى بيئتها الرملية، لتستمتع ببقية حياتها القصيرة. وعلى رغم هذه العلاقة الاستثنائية التي تربط أهالي جازان بحشرة «بنت المطر»، فإن قلة منهم تعرف أسرارها وتصنيفها العلمي بين الحشرات.