كييف، بروكسيل، برلين - أ ب، رويترز، أ ف ب - أثار التوصل إلى اتفاق في شأن إمدادات الغاز الروسي لأوكرانيا، ارتياحاً في أوروبا، معزِّزاً تفاؤلاً بإمكان إطلاق حلّ سياسي بين كييف والأقاليم الانفصالية في الشرق، وتحسين العلاقات بين أوكرانياوروسيا. لكن كييف وبرلين وباريس أبلغت موسكو أنها «لن تعترف» بانتخابات سينظمها الانفصاليون غداً، فيما حضت روسيا طرفَي النزاع في أوكرانيا على بدء «حوار جدّي» لتسوية الأزمة. ويعزّز الاتفاق فرص مرور فصل الشتاء من دون مشكلات في إمدادات الطاقة الروسية إلى القارة العجوز، مقوّضاً إمكان تكرار سيناريوات معروفة في «حرب الغاز» المتواصلة منذ شتاء 2006. الاتفاق المُبرم في بروكسيل برعاية المفوضية الأوروبية، أبصر النور بعد جولات ماراثونية من المفاوضات، وينص على استئناف صادرات الغاز الروسي إلى أوكرانيا حتى آذار (مارس) المقبل، على أن تسدّد كييف 4.6 بليون دولار تشمل ديوناً متراكمة، إضافة إلى قيمة إمدادات الغاز خلال الشتاء. وتؤدي المفوضية دور الضامن للتسديد في المواعيد المحددة، وفق ملحق في الاتفاق وقّعه الأطراف المعنيون بالأحرف الأولى. وسترسل بروكسيل «رسالة ضمانات» للحكومة الأوكرانية في غضون أيام، فيما أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل أن الاتحاد الأوروبي «سيؤدي دوره كاملاً» لضمان تطبيق الاتفاق. أما رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك فانتقد مشروع «ساوث ستريم» الروسي لنقل الغاز عبر البحر الأسود إلى أوروبا، مشدداً على أن بلاده ستضمن إمدادات الغاز الروسي عبر أراضيها إلى أوروبا، لئلا تُتاح لموسكو «وسائل لابتزاز أوكرانيا وأوروبا من خلال تدفقات مختلفة» للغاز. وحسم الاتفاق خلافاً واسعاً على الأسعار الجديدة للغاز، وتوافق الطرفان على سعر موقت طيلة الشتاء الحالي مقداره 385 دولاراً لكل ألف متر مكعب من الغاز. كما تضمّن الاتفاق تراجعاً روسياً مهماً، يتمثّل بمتابعة العمل باتفاق إمدادات الغاز الموقع عام 2009، بعدما كانت موسكو جمّدتها إثر ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية وتراكم ديون مؤسسة «نفتوغاز» الأوكرانية لشركة «غازبروم» الروسية، علماً بأن الأخيرة أعلنت أن موسكو قد تستأنف الإمدادات إلى أوكرانيا الأسبوع المقبل، إذا سدّدت الأخيرة 2.2 بليون دولار ديوناً شحنات ودفعة مقدماً ثمن إمدادات ستصلها هذا الشهر. ورأى رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو أن الاتفاق هو ثمرة ل «روح المسؤولية السياسة ومنطق التعاون والحسّ الاقتصادي السليم»، معتبراً أنه «خطوة مهمة لأمن الطاقة». وأكد أن «لا سبب لأن يبرد الناس في أوروبا هذا الشتاء»، معرباً عن أمله بأن يشكّل الاتفاق دفعة لتسوية سياسية في أوكرانيا وتحسين علاقاتها بروسيا. وقال ديبلوماسي روسي ل «الحياة»: «على رغم أن الاتفاق هو لفترة موقتة، إلا انه يؤمن ظروفاً مواتية لتجديد المفاوضات وإبرام اتفاقات اكثر اتساعاً لضمان استقرار إمدادات الغاز الروسي إلى أوكرانيا في شكل دائم، إضافة إلى التوافق على أسعار دائمة». وأشار إلى أن «الاتفاق يتيح مناخاً للمساهمة في دفع العملية السياسية ومتابعة التعاون مع الشركاء الأوروبيين والأوكرانيين».