استبقت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر تحرك الأزهر لتحقيق مصالحة بين الفرقاء برفضها مبادرته لحل الأزمة السياسية، فيما ظهر أن «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي ماض في طريق المواجهة إلى النهاية، بعدما زاد من تحدي السلطات بتحصين اعتصام «رابعة العدوية» بأسوار خرسانية شيدت في حرم طريق النصر، ما يشير إلى عدم قرب فض الاعتصام سلمياً رغم تكرار مناشدة الحكومة المعتصمين الانصراف، وتأكيدها أن قرار فضه نهائي ولا رجعة فيه. وأعلنت مشيخة الأزهر أنها بدأت اتصالات تمهيداً لعقد اجتماع بحضور ورعاية شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب خلال أيام «لتحقيق المصالحة الوطنية». وقالت المشيخة إنه سيتم الاتصال بكل أصحاب المبادرات من كل التيارات والأحزاب، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة للتوصل إلى مبادرة توافقية لتحقيق العدالة واستقرار الوطن والمصالحة الوطنية الشاملة التي لا تقصي أحداً. لكن قيادات في الجماعة، بينها صلاح سلطان، أعلنت من على منصة اعتصام رابعة العدوية أنها ترفض وساطة الأزهر بسبب دعم شيخه أحمد الطيب الإطاحة بمرسي. وأكد أنه لا تفاوض قبل عودة مرسي إلى الحكم. ويعج الاعتصام باللافتات والشعارات المناهضة للطيب الذي شارك في اجتماع عقده وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي في 3 تموز (يوليو) الماضي، كما حضر مؤتمراً صحافياً أعلنت فيه خريطة الطريق التي عُزل بموجبها مرسي. من جهة أخرى، استنفرت أجهزة الأمن والاستخبارات في سيناء خصوصاً عند منطقة الحدود الشرقية مع إسرائيل وغزة، فيما أعلنت القاهرة أن الانفجار الذي وقع في رفح قرب الحدود مع إسرائيل أول من أمس وأوقع أربعة قتلى نعتهم إحدى الجماعات الجهادية، نفذته القوات الجوية المصرية. وكثفت سلطات الأمن من مكامنها عند مداخل سيناء ومخارجها وسط تحليق مكثف للمروحيات العسكرية في سماء سيناء. ونفى المتحدث باسم الجيش، العقيد أحمد محمد علي، تقارير تحدثت عن أن طائرة من دون طيار إسرائيلية هاجمت داخل الأراضي المصرية جهاديين كانوا يعتزمون إطلاق صواريخ ناحية إسرائيل، لكنه لم يكشف أي تفاصيل عن مصدر الانفجار. وتأكد أن الانفجار نتج من استهداف سيارة كانت تحمل منصة لإطلاق الصواريخ. وقال المتحدث العسكري إنه «لا صحة شكلاً وموضوعاً لوجود أي هجمات من الجانب الإسرائيلي داخل الأراضي المصرية». ونقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية عن مصدر أمني لم تسمه القول إن التفجيرات التي وقعت في منطقة العجرة كانت نتيجة «استهداف طائرة أباتشي مصرية ترافقها طائرة أخرى من طراز «غازيل» مجموعة جهادية مكوّنة من أربعة أفراد كانت تحاول نصب منصة إطلاق صواريخ بالموقع». وأضاف المصدر، أن «طائرة الأباتشي تعاملت مع الهدف وقتلت أربعة جهاديين كانت بحوزتهم دراجة نارية، وبعد تمشيط المنطقة بمعرفة الجهات الفنية للقوات المسلحة تم ضبط منصة صواريخ فيها ثلاثة صواريخ كان يجري إعدادها للإطلاق تجاه الأراضي المصرية» . وظهر أن المصدر سعى إلى تبرير تصريح المتحدث العسكري بأنه يجري الوقوف على ملابسات الحادث بقوله إن العملية «تم إحاطتها بسرية تامة حفاظاً على سريتها وتحرك القوات المشاركة فيها». ونفى ما تردد عن اختراق إحدى الطائرات الإسرائيلية المجال الجوي المصري، أو وجود أي تنسيق بين مصر وإسرائيل في هذا الشأن، مشدداً على أن المجال الجوي المصري مؤّمن تماماً ضد أي خروق من أي وسائل كانت. لكن جماعة جهادية تطلق على نفسها اسم «أنصار بيت المقدس» وتنشط في سيناء قالت إن أربعة من أعضائها قتلوا في هجوم نفذته طائرة من دون طيار إسرائيلية في رفح. ونعت الجماعة في بيان إبراهيم المنيعي ومحمد المنيعي ويسري السواركة وحسين التيهي. وقالت «ارتقى أبطالنا إلى مرتبة الشهداء (نحسبهم والله حسيبهم) أثناء تأديتهم لواجبهم الجهادي ضد اليهود بعملية إطلاق صواريخ على المغتصبات اليهودية القريبة من حدود الأراضي المحتلة».