أُفيد امس بأن غارات التحالف الدولي - العربي لا تمنع تدفق المقاتلين الاجانب الى سورية الذين بلغ عددهم 15 الفاً من 80 دولة. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» ان المقاتلين الاجانب يواصلون التوجه الى سورية بمعدل ألف في الشهر، على رغم الحملة الجوية التي تقوم بها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش). ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الاستخبارات قولهم ان عمليات القصف اليومية التي تقوم بها القوات الاميركية وحلفاؤها ضد الجهاديين في سورية والعراق، لا تردع الاجانب من الذهاب الى هناك من اجل القتال، لكنها لا تتسبب ايضاً في «موجة سخط» تؤدي الى تشجيع المزيد على حمل السلاح. وقال احد المسؤولين طالباً عدم الكشف عن هويته ان «تدفق المقاتلين الذين يتوجهون الى سورية ما زال ثابتاً، لذلك يواصل عددهم الاجمالي الارتفاع». وتؤكد الاستخبارات الاميركية ان اكثر من 16 ألف مقاتل اجنبي موجودون في الوقت الراهن في سورية، كما ذكرت «واشنطن بوست». وتفيد آخر التقديرات بأن الغارات الجوية قتلت حوالى 460 عنصراً من «داعش» في سورية و60 مقاتلاً من «جبهة النصرة». وأفاد تقرير للأمم المتحدة نشرته صحيفة «غارديان» البريطانية أمس ان نحو 15 ألف أجنبي من 80 بلداً توجهوا الى سورية والعراق خلال السنوات الماضية للقتال في صفوف تنظيمات مثل «الدولة الاسلامية» (داعش). ويعزو التقرير الذي نشرت الصحيفة مقتطفات منه هذا العدد المرتفع الى تراجع تنظيم «القاعدة»، لكنه يقول ان «نواة» التيار المتطرف لا تزال ضعيفة. وأضاف التقرير الذي أعدته لجنة مراقبة نشاط «القاعدة» في مجلس الامن الدولي انه «منذ 2010 بات عدد الجهاديين الاجانب في سورية والعراق يزيد بعدة مرات عن عدد المقاتلين الاجانب الذين تم احصاؤهم بين 1990 و2010، وهم في ازدياد». وقال: «هناك أمثلة على مقاتلين ارهابيين أجانب جاؤوا من فرنسا وروسيا وبريطانيا»، وفي الإجمال من 80 بلداً بعض منها «لم يعرف في السابق مشكلات على صلة بتنظيم القاعدة». ويؤكد التقرير ان أنشطة التنظيمات الجهادية مثل «الدولة الاسلامية» تتركز بشكل خاص في الدول التي تنشط فيها، حيث ان «الهجمات الكبيرة (ضد اهداف) عبر الحدود او اهداف دولية تبقى قليلة». ويركز التقرير مع ذلك على الخطر الذي يمثله هؤلاء المقاتلون لدى عودتهم الى بلدهم الاصلي وهو تهديد دفع العديد من البلدان مثل بريطانياوفرنسا الى اتخاذ تدابير للكشف عنهم ومنعهم من التوجه الى سورية والعراق. وتؤكد اللجنة التابعة لمجلس الامن الدولي كذلك بحسب «غارديان»، على فعالية وسائل التجنيد «الموجهة للجميع» التي يلجأ اليها تنظيم «الدولة الاسلامية»، مستفيداً من شبكات التواصل الاجتماعي في حين ان المنشورات العقائدية ل «القاعدة» لم تعد تجذب المقاتلين.