بدأت تتضح معالم المؤامرات التخريبية التي سعى إليها اثنان من عناصر «الفئة الضالة» في المملكة (أحدهما يمني والآخر تشادي) أعلنت وزارة الداخلية أول من أمس القبض عليهما. إذ اتضح أنهما سعيا إلى استهداف القضاة الشرعيين ومراقبة تحركاتهم وقتلهم وإثارة الفتنة في منطقة القصيم، وكانت وزارة الداخلية أعلنت أن القبض عليما تم بعد رصد ومتابعة ما ينشران من رسائل التحريض والكراهية عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وحرض الموقوف اليمني، الذي كان يستخدم مُعرِّف «رصاصة في قصاصة» في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، على استهداف القضاة الشرعيين الذين ينظرون قضايا المطلوبين الأمنيين في المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياضوجدة. وقال في تغريدة له: «اكتبوا قائمة بأسماء القضاة، وراقبوا تحركاتهم». وذكر الموقوف اليمني الذي يخضع حالياً للتحقيق أن قتل القضاة غير مُجدٍ. في محاولة لاستعادة استراتيجية تنظيم «القاعدة» في المملكة في 2006 التي هددت باستهداف رجال الدين والأمن وكبار الشخصيات في المملكة. وقال: «إن أسر القضاة لا يفيد كثيراً، وقتلهم سيقذف الرعب في قلوبهم، وهو أسهل عمل». وأطلق الموقوف اليمني بشرى على حسابه في «تويتر» عن حدث مقبل، ووصفه ب«الطعم العجيب». وقال: «لا أحد يسألني ما هي البشرى، فكل شيء وقته زين، وله طعم عجيب». وعرّف زميله «معاوية المدني» (أحد المُعرِّفات التي استخدمها الموقوفان اليمني والتشادي) بأنه أحد رجالات «جبهة النصرة» التي تقاتل في سورية، وأعلنت أخيراً انضمامها إلى تنظيم «القاعدة» في دولة العراق والشام. واستغل الموقوف اليمني القبض على عدد من المحتجين أمام أحد السجون في منطقة القصيم من ذوي بعض الموقوفين (قبض على عدد منهم لمخالفتهم الإجراءات الأمنية)، وقال: «لا نريد الاعتصامات، بل أشعل في الأرض». وطالب الموقوف اليمني سكان مدينة بريدة بأسلوب تحريضي بعدم الذهاب إلى سورية للمشاركة في القتال الدائر هناك، وقال: «يا رجال لا تنفروا للجهاد في الشام، وتنسون أنفسكم. جاهدوا في بريدة، هو واجب وأعظم». ومن خلال متابعة بعض المعُرِّفات التي استخدمها الموقوفان اليمني والتشادي، وهي «أبوالفداء»، «حسبوي»، «معاوية المدني»، «رصاصة في قصاصة»، «أبوالفدا الدوقلي» اتضح أن هناك تغريدات بينهما يطالب كل منهما الآخر بالرجوع إلى قائمة الرسائل الخاصة، لتناقل المعلومات بينهما، كون أحدهم في منطقة القصيم والآخر في منطقة الرياض. وآخر مشاركة لهما على حساباتهما كانت في الثاني من آب (أغسطس) الجاري. وكانت وزارة الداخلية أعلنت في بيان لها، القبض على اثنين من المقيمين، الأول تشادي (أبعد عن البلاد وعاد بجواز سفر دولة أخرى) والآخر يمني، جنَّدا نفسيهما لخدمة «الفكر الضال»، وضبطت لديهما أجهزة كومبيوتر ووسائط إلكترونية وهواتف محمولة، للتواصل مع الفئة الضالة في الخارج، لتبادل المعلومات حول عمليات انتحارية وشيكة في المنطقة. ولا يزال التحقيق معهما مستمراً.