بعد إغلاق سفارتها في صنعاء بسبب مخاوف جدية من اعتداء وشيك يحضره تنظيم «القاعدة» ضد المصالح الغربية، أجلت الولاياتالمتحدة جميع موظفيها غير الأساسيين من قنصليتها في لاهور، ثاني أكبر مدن باكستان بسبب «تهديدات محددة». في الوقت ذاته، شنت طائرة أميركية بلا طيار غارة في شرق اليمن، وقتلت ثلاثة يُشتبه في أنهم من عناصر «القاعدة». وهذه ثالث غارة من نوعها خلال 24 ساعة. وأتى إجلاء الديبلوماسيين الأميركيين «غير الأساسيين» من لاهور في ظل هجمات شهدتها باكستان في عيد الفطر. وجددت الولاياتالمتحدة أمس، دعوة مواطنيها إلى تجنب السفر «غير الضروري» إلى باكستان. وأفادت الخارجية الأميركية بأن «وجود مجموعات إرهابية أجنبية ومحلية، يشكل خطراً محتملاً على الأميركيين في أنحاء باكستان». وأوضحت الوزارة أن عملية الإجلاء ناجمة عن «تهديدات محددة» تتعلق بالقنصلية في لاهور، عاصمة إقليم البنجاب الأكثر اكتظاظاً في باكستان. وقالت الناطقة باسم السفارة الأميركية في إسلام آباد ميغان غريغوريس «تلقينا معلومات متعلقة بتهديد لقنصليتنا في لاهور، وأجلينا جميع الموظفين باستثناء الضروريين، كتدبير احترازي». وزادت أن عملية الإجلاء من القنصلية غير مرتبطة بالتهديدات الإرهابية السابقة التي أدت إلى إغلاق نحو عشرين بعثة ديبلوماسية أميركية في الشرق الأوسط وإفريقيا. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤول أميركي بارز أن المخطط الذي دفع الولاياتالمتحدة إلى إغلاق تلك البعثات يقف خلفه «فرع القاعدة في اليمن»، وليس زعيم التنظيم أيمن الظواهري. وقال المسؤول الذي لم يكشف اسمه إن «الظواهري لا يدير المخطط الذي يقلقنا، ومصدره اليمن»، في اشارة الى «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» بقيادة ناصر الوحيشي. لكن المسؤول لم يستبعد أن يكون الظواهري «وفّر الدعم والإيحاء» لفرع التنظيم في اليمن، معتبراً أن «إعطاءه مباركته للمخطط يختلف جداً عن إصداره بنفسه أمراً بتنفيذه، أو عن قدرته على شن هجوم شبيه بهجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)» 2011. على صعيد آخر، أعلن مسؤول يمني أن طائرة أميركية من دون طيار قتلت ثلاثة يُشتبه في أنهم من عناصر «القاعدة» كانوا داخل سيارة في منطقة غيل باوزير على بُعد 45 كيلومتراً من المكلا عاصمة محافظة حضرموت (شرق) ليل الخميس -الجمعة. وكانت غارتان سابقتان لطائرات من دون طيار أسفرت عن مقتل 14 متشدداً في محافظة مأرب وسط اليمن هذا الأسبوع. ولم يحدد أي مصدر في حينه هوية الطائرات، لكنها المرة الأولى التي يشير فيها مسؤول يمني الى ان الطائرات المغيرة أميركية. وقُتل 28 شخصاً يُشتبه في انتمائهم إلى «القاعدة» في غارات جوية مماثلة خلال الأسبوعين الماضيين، في ما يمثل تصاعداً كبيراً في وتيرة الهجمات.