27 سنة من عهد رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري انتهت في ساعات أمس، بعد تنحيه ودعوته الى تنظيم انتخابات «حرة وشفافة» خلال 90 يوماً، إثر احتجاجات عنيفة على محاولته تمديد حكمه عبر تعديل دستوري. وأعلن قائد الجيش نابيري هونوريه تراوري توليه مهمات رئيس الدولة بعد استقالة كامباوري، «وفقاً لأحكام الدستور». وأضاف: «نظراً إلى الحاجة الملحة لإنقاذ الأمة، قرّرت أنني سأتحمل مسؤولية رئاسة الدولة». وتعهد «المضي بلا تأخير بإجراء مشاورات مع جميع الأطراف في البلاد، لبدء عملية العودة إلى النظام الدستوري في أقرب وقت». ووَرَدَ في بيان أصدره كامباوري تُلِي على شبكتي التلفزيون والإذاعة: «رغبة مني في الحفاظ على المكتسبات الديموقراطية وعلى السلم الاجتماعي، أعلن التنحي عن الحكم تمهيداً لبدء فترة انتقالية يُفترض أن تؤدي الى انتخابات حرة وشفافة في مهلة أقصاها 90 يوماً». ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين ديبلوماسيين ووسائل إعلام محلية، أن قافلة مدججة بالسلاح يُعتقد بأنها تقلّ كومباوري، شوهدت تتحرّك صوب بلدة بو الجنوبية قرب الحدود مع غانا. وكان مئات الآلاف تظاهروا في شوارع بوركينا فاسو أمس، لدفع كومباوري إلى التنحي، بعد يوم على إعلان قائد الجيش نابيري هونوريه تراوري حلّ البرلمان وتشكيل «هيئة انتقالية» تتسلّم الصلاحيات التنفيذية والتشريعية، من أجل إعادة النظام الدستوري «في غضون 12 شهراً». إعلان الجيش أعقب احتجاجات عنيفة أسفرت عن حوالى 30 قتيلاً وأكثر من مئة جريح، وفق المعارضة، فيما سُمِع دوي قصف في ضواحي قصر الرئاسة في العاصمة. وكان المحتجون أحرقوا مبنى البرلمان واقتحموا التلفزيون الرسمي. وأعلن كومباوري مساء الخميس أنه «فهم» رسالة الشعب واتخذ «التدبير الصحيح لتحقيق التطلعات الكبيرة إلى التغيير». لكنه لم يتحدث عن استقالة، معرباً عن «استعداد لبدء محادثات لفترة انتقالية» يسلّم في نهايتها «السلطة الى رئيس مُنتخب ديموقراطياً». لكن مئات الآلاف من المتظاهرين تجمّعوا في ساحة الأمة أمام مقرّ قيادة الجيش وهم يهتفون «بليز ديغاج» (ارحل) و «كوامي لوغي رئيس»، في إشارة الى الجنرال المتقاعد كوامي لوغي الذي كان رئيساً للأركان ووزيراً للدفاع حتى عزله في 2003، علماً بأنه اتُّهم بمحاولة انقلاب على كومباوري عام 2004 الذي وصل الى الحكم عبر انقلاب عام 1987. وقال زعيم المعارضة زفيرين ديابري، إن المعارضة «تدعو الناس إلى متابعة الضغط عبر احتلال الساحات العامة»، مضيفاً: «رحيل بليز كومباوري غير المشروط، شرط لأي نقاش في شأن أي انتقال سياسي». أما بينيوندي سانكارا، أحد أبرز مسؤولي المعارضة، فاعتبر أن استقالة كومباوري «أولوية غير قابلة للتفاوض»، وزاد: «طيلة 27 سنة، استغفل كومباوري الجميع، والآن ما زال يغشّ ويتحايل مع الشعب». ورحّبت فرنسا باستقالة رئيس بوركينا فاسو، معتبرة أن الأمر «يتيح إيجاد تسوية للأزمة». وأعلن الرئيس فرنسوا هولاند أن بلاده «تدعم انتخابات ديموقراطية مبكرة».