«فخر، فرح، خوف، حماس»... بهذه الكلمات عبّرت عازفة الكمان الفلسطينية حنين رجوب عن مشاعرها ومشاعر زملائها في أوركسترا «أوتار فلسطين» تجاه دعوتهم للمشاركة في احتفالية ال «برومز» في لندن، والتي ترعاها «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) في صيف كل عام، وتدعو اليها أشهر الفرق الموسيقية في العالم، خصوصاً الكلاسيكية منها. 17 عازفاً وعازفة من الأراضي الفلسطينية سيقفون الليلة على خشبة مسرح قاعة «رويال ألبرت هول» الشهيرة في لندن أمام أكثر من 3 آلاف شخص وملايين المشاهدين في منازلهم، ليشكل حضورهم أول مشاركة فلسطينية في هذه التظاهرة الثقافية التي يحلم كثيرون بأن يكونوا جزءاً منها. ليس هذا فحسب، بل سيعزفون مع عازف الكمان البريطاني الشهير نايجل كنيدي وفرقته «الحياة»، مقطوعة «الفصول الأربعة» لفيفالدي... وبأسلوب كنيدي ومقارباته الخلاقة. تقول رجوب «هذه فرصة لا تعوّض ويحلم بها كثير من العازفين... هذه أيضاً فرصة لنوصل صوتنا ورسالتنا بأن لدى الفلسطيني حالة موسيقية متقدمة ومتمكنة، وبأن لدينا الكثير لنقدمه». وتضيف عازفة الكمان تالا خوري «العزف في رويال ألبرت هول امتياز وشرف. والعزف مع كنيدي تميّز، وعزف فيفالدي في هذه الأجواء روعة. ستكون هناك ارتجالات بلمسة فلسطينية، وبأسلوب كنيدي». ويوضح سهيل خوري، مدير «معهد أدوارد سعيد الوطني للموسيقى» الذي يُعد المظلة الأم للأوركسترا، ان الجمهور سيستمع الى «خلطة فيفالدي بنكهة عربية»، مشيراً الى أن كنيدي قام بمدخلات في المعزوفة جعلت العمل «غير عادي او تقليدي، إذ قام بدمج ناجح لبعض المواويل والتقاسيم الشرقية والإيقاعات والجاز، وبالتالي حمّلها بَصمته الخاصة. ويضيف ان التعاون مع كنيدي بدأ عندما دعي للمشاركة في مهرجان القدس السنة الماضية، «وحينها اقترحتُ عليه العزف مع عازفين فلسطينيين، فأعجبته الفكرة ونفذها، ثم عاد باقتراح ان يرافقه العازفون الفلسطينيون الى البرومز». يتذكر خوري الرحلة ما بين تأسيس المعهد، ثم الأوركسترا، وصولاً الى ال «برومز»، ويؤكد أن الفلسطينيين في طور التأسيس لثقافة موسيقية عامة ومتطورة وغير مسبوقة ستؤدي الى تأثير نوعي في الحياة ومستقبل الشباب. ويكرر ما قاله عند إطلاق «الأوركسترا الوطنية»: «اليوم أوركسترا، وغداً دولة»، موضحاً أن من يستطيع تأسيس أوركسترا، فإنه حتماً يستطيع تأسيس دولة. وبالنسبة إليه، فإن الوصول الى «رويال ألبرت هول» أو أي انتصار آخر، مثل فوز محمد عساف بمسابقة «أراب آيدول» أخيراً، يشعر الفلسطينيين بالفخر والكرامة ويرفع معنوياتهم بعدما اعتادوا الهزائم والخسارة. هذه الروحية اختزلتها تالا خوري بالقول: «سنعزف من الروح والقلب. لا استطيع انتظار رد فعل الجمهور. ستكون هناك طاقة إيجابية كبيرة في القاعة، وآمل بأن يكون هناك تفاعل كبير من الجمهور».