لكل شعب ثقافته الغذائية في شهر رمضان المبارك، فتختلف الأطباق مع اختلاف الجنسيات إلا أن جميع تلك الأطباق تجتمع في مكان واحد و لا يمكن لها أن تجتمع في غير مكةالمكرمة و على موائد إفطار لأكثر من 63 جنسية تجتمع في ساحات المسجد الحرام الكل ينتظر مائدته المفضلة أمام سفرة الحرم أو في سفرة فندقه. موائد تقودها أطباق لا يمكن الاستغناء عنها فهي مطلب رئيس على سفرة الإفطار و لا يمكن للصائم أن يفقدها وقد يؤثر عدم وجودها على المائدة على مزاج الصائم. «الحياة» تنقلت في جولتها بين عدد من أفراد الجاليات تلمست من خلالها دفء رمضان في عيونهم، وذلك عبر مشاركاتهم مع إخوتهم بالسعودية والتي تذكرهم بروحانية هذا الشهر الكريم في بلدانهم، إذ يقول المقيم الباكستاني محمد عاشق من المعروف أن كل بلد مسلم يحتفل بطريقته الخاصة بشهر رمضان، ونحن في باكستان نستعد لشهر رمضان بالإعداد لمائدته بأشهر المأكولات مثل الباكورة وسلطة الفواكه. والباكورة عبارة عن كيك مملح، والمشروبات عصير فواكه ومرطبات ومن المدهش أنه توجد في باكستان صفارة إنذار تنطلق وقت الإفطار والإمساك، بدلاً من مدفع الإفطار كما أن المساجد تبدأ في النظافة والترتيب لاستقبال رمضان والناس هناك يكثرون من العبادات والصدقات مثل ما يحدث هنا في السعودية، ونحن نحرص دائماً على صيام رمضان في السعودية لأداء عمرة رمضان وقضاء لياليه في الحرم المكي الشريف ومن معه أسرته فهو يحرص على اصطحابها معه للتعبد وتلاوة القرآن الكريم حتى نهاية رمضان. يقول سيدي بوعلي من المغرب: لشهر رمضان في المغرب نكهة خاصة والمغاربة يقدرون هذا الشهر الكريم تقديراً كبيراً يؤكد مدى انتمائهم الحضاري للإسلام، والاستعدادات لشهر الصيام في المغرب لا تختلف عنها في السعودية حتى الاستعدادات لهذا الشهر الكريم تبدأ في شهر شعبان وبخاصة محال الأزياء التقليدية، إذ يكثر الطلب على الخياطة التقليدية لأن المغاربة رجالاً ونساء يفضلون ارتداء الجلباب المغربي خلال شهر رمضان وأبناءهم الذين يرافقونهم لأداء صلاة التراويح. أما محال الفواكه وبخاصة التمور فتجد إقبالاً عليها لأن بعض المحال التجارية تتخصص في توفير المواد الغذائية الرمضانية مثل الفطائر والحلوى المغربية والتي تسمى (المخرقة) و(الشباكية) والمقروط وغيرها التي تعد أطباقاً رئيسة على الموائد الرمضانية، إضافة إلى أن صيام شهر رمضان في السعودية له مميزات كثيرة لا يمكن حصرها والصلاة في الحرم المكي هي الأهم والأعظم مع أداء العمرة في رمضان ونحن في السعودية لا نشعر بالغربة وسط هذا الشعب الكريم أتمنى للجميع التوفيق في صيام وقيام هذا الشهر المبارك. أما المقيم المصري عبدالغفار محمود فيقول يطل علينا في كل عام شهر رمضان الكريم بأريجه العطر، وأجوائه الروحانية الجميلة التي تتسم بمظاهر الفرحة والبهجة، وشهر رمضان الفضيل نحتفل به في مصر كغيرنا من المسلمين في جميع بقاع المعمورة، إذ تبدأ الاستعدادات له قبل شهر من قدومه وفوانيس رمضان تضفي على الاحتفاء به في مصر صورة جميلة.