يختلف الصيام لدى الجاليات المسلمة المقيمة في المملكة، إذ إن للشهر الفضيل نكهة وطعما خاصا لوجود أطهر بقاع الأرض (مكةالمكرمة) قبلة المسلمين جميعا بيت الله الحرام ومسجد خاتم الأنبياء والمرسلين في المدينةالمنورة، حيث يتوافد الملايين من المسلمين إليهما ليشكلوا أكبر منظومة إسلامية وليشعروا بدفء رمضان وهم خارج أوطانهم، في أبهى وأجمل صور التعايش مع مواطني المملكة وفي مشهد فريد يتكرر في كل عام، وذلك من خلال إعداد أطباقهم الرمضانية التي تحمل بهارات ثقافتهم خاصة من يصطحب معه أفراد أسرته. «عكاظ» تابعت أفراد الجاليات في المسجد الحرام في مكةالمكرمة وتلمست من خلالها حوارها معهم دفء رمضان في عيونهم، وذلك عبر مشاركاتهم مع إخوتهم بالمملكة وبقية الجاليات الذين يعيشون روحانية رمضان في مكةوالمدينة. روحانية الحرم المكي بداية، يقول المقيم الباكستاني خالد شوريد «من المعروف أن كل بلد مسلم يحتفل بطريقته الخاصة بشهر رمضان، ونحن في باكستان نستعد لشهر رمضان بالإعداد لمائدته بأشهر المأكولات وهي الباكورة وسلطة الفواكه، والباكورة عبارة عن كيك مملح. والمشروبات عصير فواكه ومرطبات، ومن المدهش أنه يوجد في باكستان صفارة إنذار تنطلق وقت الإفطار والإمساك بدلا من مدفع الإفطار، كما أن المساجد تبدأ في النظافة والترتيب لاستقبال رمضان، والناس هناك يكثرون من العبادات والصدقات مثل ما يحدث هنا في المملكة، ونحن نحرص دائما على صيام رمضان في السعودية لأداء عمرة رمضان وقضاء لياليه في الحرم المكي الشريف ومن معه أسرته فهو يحرص على اصطحابها معه للتعبد وتلاوة القرآن الكريم حتى نهاية شهر رمضان. والمملكة العربية السعودية توفر كل إمكانياتها لهذا الشهر الكريم حيث تكثر الخيرات من فواكه وخضر بأنواعها المختلفة وكذلك التمور كما توزع الصدقات والزكوات للفقراء والمساكين، وصيام شهر رمضان لا تشعر بمتعته إلا في المملكة ومع ذلك لا يمكن أن نقارن روحانية الحرم المكي بأية روحانية في الدنيا». ليالٍ مباركة ويضيف حمد كريمي من المغرب قائلا: لشهر رمضان في المغرب نكهة خاصة والمغاربة يقدرون هذا الشهر الكريم تقديرا كبيرا يؤكد مدى انتمائهم الحضاري للإسلام. والاستعدادات لشهر الصيام في المغرب لا تختلف عنها في المملكة العربية السعودية حتى الاستعدادات لهذا الشهر الكريم تبدأ في شهر شعبان خاصة محلات الأزياء التقليدية، حيث يكثر الطلب على الخياطة التقليدية لأن المغاربة -رجالا ونساء- يفضلون ارتداء الجلباب المغربي خلال شهر رمضان وكذلك أبنائهم الذين يرافقونهم لأداء صلاة التراويح، أما محلات الفواكه خاصة التمور فتجد إقبالا كبيرا لأن بعض المحلات التجارية تتخصص في توفير المواد الغذائية الرمضانية مثل الفطائر والحلوى المغربية التي تسمى (المخرقة) و(الشباكية) والمقروط وغيرها التي تعد أطباقا رئيسية على الموائد الرمضانية. ويضيف إلا أن صيام شهر رمضان في المملكة له مميزات كثيرة لا يمكن حصرها والصلاة في الحرم المكي هي الأهم والأعظم مع أداء العمرة في شهر رمضان، ونحن في المملكة لا نشعر بالغربة وسط هذا الشعب الكريم، أتمنى للجميع التوفيق في صيام وقيام هذا الشهر المبارك وأنا أحرص دائما أن أتردد إلى الحرم المكي أولا للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى في هذه الأيام المباركة وثانيا للاستمتاع بهذه الليالي الجميلة. شهر الزيارات والتواصل من جانبه، يقول المقيم السوداني أيوب عبد الغفار «لا شك في أن قدوم هذا الضيف العزيز علينا جميعا والمطهر من الذنوب نستقبله بفرحة كبيرة خاصة ونحن في أرض الحرمين الشريفين، ولا نشعر بفرق كبير بين عاداتنا وتقاليدنا في وطننا عما نجده في المملكة، حيث التودد والتراحم والإكثار من أعمال الخير والصدقات للفقراء والمساكين». ويضيف أما عن المائدة الرمضانية السودانية، فهي تحفل بالكثير من المأكولات المتنوعة وأشهر الأطباق الرمضانية (العصيدة) والبليلة وعصير (الحلومر) الذي تبدأ الاستعدادات لصناعته منذ شهر شعبان، ويصل إلينا قبل بداية شهر رمضان، كما أن أفراد الجالية السودانية يحرصون في رمضان على أداء العمرة وشعائرها سنويا سواء أكانوا مقيمين أو قادمين للزيارة والعمرة، كما أن شهر رمضان تكثر فيه الزيارات بين الأهل والتواصل في لياليه الكريمة. أما المقيم المصري أحمد عبد العال فيقول يطل علينا في كل عام شهر رمضان الكريم وبالذات في مكةالمكرمة بأريجه العطر، وأجوائه الروحانية الجميلة التي تتسم بمظاهر الفرحة والبهجة، وشهر رمضان الفضيل نحتفل به في مصر كغيرنا من المسلمين في جميع بقاع المعمورة، حيث تبدأ الاستعدادات له قبل شهر من قدومه وفوانيس رمضان تضفي على الاحتفاء به في مصر صورة جميلة، كما تبدأ المحلات التجارية في الاستعداد بتقديم كل ما يخص شهر رمضان خاصة محلات المأكولات والعصيرات والمواد الغذائية، كما أن المساجد تبدأ في الاستعداد لهذا الشهر الفضيل، ونحن في المملكة نعتبر أكثر حظا لأننا بجوار الحرم المكي الشريف ورمضان هنا شيء مختلف تماما لأن العمرة فيه لا تقدر بثمن، كما أن وجودنا مع هذا الشعب الطيب لا يشعرنا بالغربة أبدا، وأتمنى للجميع أن يصوموا ويفطروا على خير وأبرز ما يميز السفر الرمضانية موائد لا يمكن الاستغناء عنها مثل فطائر الدجاج في الفرن والملوخية والشوربة والخضار المشكلة، والمكرونه بالبشاميل.