بغداد - أ ب، أ ف ب - تظاهر مئات من العرب السنة في بلدة الحويجة شمال العراق احتجاجاً على خطة أميركية لنشر قوات مشتركة كردية - عربية - أميركية في مناطق متنازع عليها. وتجمع أكثر من 300 شخص في بلدة الحويجة للاحتجاج على هذه الخطة كونها تتضمن نشر قوة كردية في مناطق غالبية سكانها من العرب.وبحسب مسؤولين عراقيين وأميركيين، فإن الخلاف بين الغالبية العربية والأقلية الكردية يمثل أهم التهديدات لاستقرار البلاد على المدى الطويل. ويعتقد قائد القوات الأميركية في العراق راي أوديرنو بأن تنظيم «القاعدة» يستغل التوتر بين الجيش العراقي وميليشيا البشمركة الكردية لشن اعتداءات على بلدات لا تتولى أي قوات من الجانبين حمايتها نظراً الى الخلاف القائم عليها. ولهذا السبب، اقترح قائد القوات الأميركية الشهر الماضي تشكيل قوات مشتركة تضم جنوداً أميركيين لمساعدة الجيش العراقي والبشمركة على العمل معاً لضمان أمن مناطق متنازع عليها. وتزايد الاهتمام بتشكيل مثل هذه القوة بعد وقوع سلسلة تفجيرات استهدفت بلدات خارج مدينة الموصل المضطربة حيث ما زال تنظيم «القاعدة» ناشطاً على رغم تنفيذ عدد كبير من العمليات الأمنية العراقية والأميركية. وقال أوديرنو إن نشر قوة مشتركة سيبدأ في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل لتتوسع بعدها الى محافظتي كركوك وديالى شمال البلاد وشمال شرقيها. إلا أن الخطة التي تعتبر خروجاً عن الاتفاق الأمني بين واشنطن وبغداد، وتحديداً انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية، تحتاج إلى موافقة. وأكد قائد القوات الأميركية أن اجتماعاً رفيع المستوى بين مسؤولين أميركيين وعراقيين وأكراد سيعقد في أيلول (سبتمبر) الجاري، لكن مسؤولين في الجيش الأميركي رفضوا توفير معلومات اضافية عن ذلك. ورفع متظاهرون عرب في الحويجة غرب مدينة كركوك المتنازع عليها، يافطات تدين انتشار قوات كردية وتعتبره «انتهاكاً للدستور وللاتفاق الأمني» مع الولاياتالمتحدة. وقال رئيس مجلس قضاء الحويجة والمشرف على الصحوات في المنطقة الشيخ حسين الجبوري إن هناك معارضة متزايدة للخطة بين المواطنين العرب في مناطق يشكلون غالبيتها. وأضاف أن «العرب في هذه المنطقة وغيرها من المناطق المتنازع عليها يرفضون هذا الاقتراح لأنهم يعتبرون أنه سيثير انقسامات مذهبية بين السكان، ولأنه يعد انتهاكاً للدستور». وتابع الجبوري أن «أكثر من ألفي متظاهر أعلنوا شجبهم واستنكارهم المقترحات المتعلقة بنشر قوات مشتركة في مناطقنا لذلك خرجنا لنؤكد رفضنا القاطع لهذا التوجه». وشاركت في التظاهرة قوى سياسية بينها «المجلس السياسي العربي» و«كتلة الوحدة العربية» و«جبهة الحوار» و«الحزب الدستوري» و«حركة التنمية والإصلاح» وقطاعات الشباب والمعلمين ومستقلين ورجال دين. وأوضح الجبوري أن «المتظاهرين طالبوا بعدم الاستجابة للمقترحات ووجهوا رسالة الى الحكومة والبرلمان في شأن صوتهم الرافض نشر القوات، ودعوا الى ضرورة اعطاء الجيش العراقي مسؤولية حفظ الأمن في عموم محافظة كركوك». وفي بغداد، قال مسؤول رفيع المستوى في البرلمان إن خطة أوديرنو ما زالت قيد الدراسة، وأن الحكومة العراقية لم تتخذ بعد قراراً نهائياً في شأنها. وأضاف رئيس لجنة الأمن في البرلمان النائب عباس البياتي إن «هناك ردود أفعال ضدها ونحن نتولى درسها من أجل تقويم الخطة». وأشار الى أن «المشكلة تكمن في أن انتشار القوات الأميركية في هذه المناطق سينتهك الاتفاق العراقي - الأميركي، لذا يجب تعديل الخطة كي لا تتعارض مع الاتفاق». وشدد على أن معارضة العرب في كركوك ومناطق أخرى منشأه المشاركة الكردية في هذه القوات. في المقابل، أبدى الوزير في الحكومة الكردية محمد احسان الخطة الأميركية، واعتبرها خطوة جيدة باتجاه حل النزاعات القائمة مع الحكومة المركزية في بغداد. وقال الوزير إنه التقى مسؤولين عسكريين أميركيين في مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان يوم الأربعاء الماضي لمناقشة الخطة. وأضاف: «وافقنا على الاقتراح الأميركي ... إنها طريقة لبناء الثقة وحسن النية بين الجانبين لحل مشكلة المناطقة المتنازع عليها».